دمشق (الزمان التركية) – مع تزايد أعداد الأطراف المتصارعة في الحرب المندلعة منذ خمس سنوات في سوريا يشعر البعض بحيرة حول جبهات الصراع؛ إذ إن الجماعات السورية المعارضة المختلفة تتصارع مع بعضها البعض ومع النظام السوري في وقت معا.
فعلى الرغم من أن النظام السوري هو العدو المشترك تظهر جماعات تتبنى أيدولوجيات مختلفة وتتصارع جماعات المعارضة مع بعضها البعض. ما هى جبهات الصراع في سوريا خلال الوقت الراهن؟
– النظام السوري: الجيش السوري لا يزال يسيطر على مقاليد الحكم في سوريا بقيادة بشار الأسد. إذ إنه لا يزال يسيطر على دمشق وحمص والمدن الكبرى من حلب والمناطق الساحلية. أما أنصار الأسد فهم الإيرانيون وميليشيات حزب الله اللبنانية. كما أن روسيا تقدم الدعم الجوي للأسد.
داعش: داعش هو المسؤول الرئيسي عن الإرهاب الدولي بسبب الهجمات الدموية التي ينفذها داخل سوريا وفي الدول الغربية. وخلال السنوات الأخيرة فقد التنظيم الإرهابي أجزاء كبيرة من المناطق الخاضعة لسيطرته بسبب الهجمات التي تشنها قوات النظام السوري والقوات الكردية، مما دفعه إلى الانتقال في الوقت الراهن لوضعية الدفاع. حاليا التنظيم الإرهابي فقد قوته في سوريا لكنه لا يزال يسيطر على أجزاء كبيرة في شمال وشرق سوريا.
الوحدات الكردية: يحصل الأكراد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية. وسحقت قوات حماية الشعب الكردية (بدعم جوي أمريكي) تنظيم داعش الإرهابي بنسبة كبيرة، محرزة تقدما في شمال سوريا. تحالف الأكراد في الماضي مع النظام السوري للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، غير أن الوضع اختلف الآن فبات الأكراد في صراع مع النظام السوري. ففي الأسبوع الماضي بدأت قوات النظام السوري هجوما واسعا لرغبتها في السيطرة كليا على مدينة الحسكة شمالي سوريا، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين القوات العسكرية التابعة لدمشق والوحدات الكردية داخل المدينة.
يسيطر الأكراد على مدينة الحسكة ذات الغالبية العربية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. بالنسبة لتركيا الأكراد هم خصم لها وأن وحدات حماية الشعب الكردية هى امتداد لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا. كما تشعر تركيا بالقلق تجاه تقدم الأكراد شمالي سوريا، إذ إن تركيا لا ترغب في دولة كردية مستقلة على حدودها الجنوبية. هذا وتُقدّر أعداد وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح للحزب الدمقراطي الكردي السوري، بنحو 50 ألف مقاتل.
جيش الفتح: هو أحد التشكيلات المعارضة الكبرى التي تجمع بين الجماعات المعتدلة والراديكالية المختلفة. جيش الفتح الجهادي هو أحد التنظيمات التي تضم بداخلها جيش الفتح وأحرار الشام ولواءاته والجيش السوري الحر المعتدل. ويبرز هذا التحالف في مدينة إدلب السورية. كما تدعم قطر والمملكة العربية السعودية بعض العناصر الإسلامية داخل هذا التنظيم.
جبهة فتح الشام: جبهة النصرة، سابقا، هى امتداد لتنظيم القاعدة وأعلنت في نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي مواصلة نشاطاتها تحت اسم جبهة فتح الشام. تصنف جبهة فتح الشام كتنظيم إرهابي وتحمل بعض الصفات المشابهة لتنظيم داعش الإرهابي، كما أنها لم تحدث أي تغيير في أيدولوجيتها. على الجانب الآخر تتصارع جبهة فتح الشام مع تنظيم داعش الإرهابي رغم تبنيهم الأيدولوجيات عينها. ويبزر هذا التنظيم في شمال غربي سوريا.
تُعد جبهة فتح الشام أحد الجماعات الإسلامية المتطرفة القوية في سوريا لكنه أكثر برجماتية مما يجعله أقل تطرفاً من تنظيم القاعدة الذي يُعتبر امتدادا له. ويزعم أن جبهة فتح الشام تحصل على الدعم من تركيا.
الجيش السوري الحر: الجيش السوري الحر في الواقع ليس جيشا وليس له إدارة مركزية. فهو يتألف من العديد من الجماعات المعتدلة وتسطير المجموعات التابعة له على أجزاء كبيرة في جنوب وشمال غرب سوريا. وتدعم تركيا الجيش السوري الحر.