طهران (الزمان التركية) تناولت افتتاحية صحيفة “أفرينش” بالتحليل اليوم الأحد دوافع تركيا للدخول إلى جرابلس والأراضي السورية وطبيعة العلاقة التركية-الأمريكية، بعد التغير الذي طرأ على التعامل التركي مع الأزمة في سوريا.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن الدافع الرئيسي وراء الاقتحام التركي للأراضي السورية هو أسلوب أمريكا والتحالف الغربي في مواجهة “داعش” في شماليّ سوريا، إذ إن اتّباع التحالف الغربي سياسة دعم الأكراد والاعتماد عليهم في مواجهة “داعش” هي التي دفعت تركيا إلى الدخول في المستنقع السوري لأن استمرار هذه السياسة لن يكون له نتيجة سوى إنشاء وطن قومي مستقلّ للأكراد في شمال سوريا، على الأقل، إن لم يتكرَّر نموذج العراق بتعيين قيادة كردية لسوريا بشكل كامل، ثم التقلُّص إلى إقليم كردي متمتع بالحكم الذاتي في شمال سوريا.
وأضافت الصحيفة أن تركيا التي كانت تسعى لإقامة منطقة حظر جوي في شماليّ سوريا، لن ترضي بأية حال من الأحوال بإقامة دولة كردية ملاصقة لها. لذا قدَّمَت تركيا هذا الهدف على الإطاحة ببشار الأسد.
وواصلت: “هذا السلوك من أنقرة أدَّى إلى إعلان واشنطن دعمها وحمايتها العلنية للأكراد، ومطالبتها تركيا بإنهاء هجومها على الأراضي السورية. على الجانب الآخر لم يصدر عن إيران وروسيا اعتراض قوي على الاجتياح التركي، لأن إيران بدورها لا تريد وطنًا مستقلًّا للأكراد في سوريا، وروسيا تريد الاشتباك المباشر بين الجيش التركي و”داعش”. وتابعت الصحيفة: “الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة سواء كان بإرادتها أو غير إرادتها، ورَّطَت تركيا في المستنقع السوري. وسوف تستفيد هي أيضًا من دخول الجيش التركي -باعتباره أقوي الجيوش النظامية في المنطقة- في حرب مباشرة مع “داعش”.
وإجمالًا يمكن القول إن الولايات المتحدة لعبت ببطاقة الأكراد لدفع تركيا إلى الدخول في المستنقع السوري، والآن سنري الأتراك إما يغوصون في ذلك المستنقع، وإما يُخرِجون أنفسهم شيئًا فشيئًا من ميدان المعركة عبر تقليل تحركاتهم العسكرية، في انتظار التحولات السياسية، بحسب الصحيفة.