تقرير: علي عبد الله التركي
أنقرة ( الزمان التركية): يلفت دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية الأنظار بتصريحاته المعادية للإسلام.
فدونالد ترامب، الذي صرّح أنه لا يكترث لأمر الديمقراطية، ينظر إلى العالم الإسلامي نظرة كراهية. نحن نتحدث عن شخصية غريبة جداً ما بين شخصيات بيرلسكوني وساركوزي وتشافيز، ومعجبة ببوتين، ولا تنتوي الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم.
أما في تصريحاته الخاصة بتركيا، فأعلن ترامب أنه معجب بالأكرد، وتعهد بالتوسط بين أردوغان والأكرد حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي لقائه مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعد أسبوع من المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا امتدح ترامب أردوغان بخصوص دحره الانقلاب وأعلن صراحة أنه لن يتحدث عن الديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا إن فاز بالرئاسة.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الادعاءات القائلة بأن حركة الخدمة تقدم مساعدات مالية للحملة الدعائية لهيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية، فإنه من الممكن القول بأن الجهات العليا في السلطة الحاكمة في تركيا تأمل “سرا” أن يفوز ترامب بدلاً عن كلينتون. ويبدو أن تصريحات وخطابات ترامب اليومية المعادية للمهاجرين ومسلمي أمريكا تنال استحسان حكومة أنقرة، إذ إن وسائل الإعلام التركية التي تسيطر الحكومة على 80 في المئة منها لا تتداول هذه التصريحات أبداً.
وبطبيعة الحال، فإن تولي دهماوي نرجسي يحتقر الديمقراطية علانية الحكم في أي دولة بالعالم، وعلى سبيل المثال الفلبين، يختلف عن سقوط دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة في يد مثل هذا الشخص.
وسائل الإعلام التابعة لحكومة أنقرة تسكت على تصريحات ترامب، لكن تظل الحقيقة كما هي، وهي أن ترامب شخص لا يمكن توقع ما يمكن أن يقوله ويفعله، كما أنه يتبنى آراءً وأفكاراً مزعجة لتركيا بدءًا من موقفه تجاه الناتو وصولاً للقضية السورية. ومن الممكن أن يطلق حملة بعد عدة أشهر من توليه الرئاسة لخروج تركيا من حلف الناتو أو لمنح حكم ذاتي للأكراد في سوريا.
ورغم أن وسائل الإعلام الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تتظاهر وكأنها تولي أهمية كبيرة للقضايا الإسلامية وحقوق المسلمين في مختلف أنحاء العالم، لكنها لا تنبس ببنت شفة حول خطابات ترامب المعادية للإسلام والمسلمين، ما يثير تساؤلات حول الأسباب التي تدفعها إلى تبني هذا الموقف.