واشنطن (الزمان التركية): وصفت صحيفة فاينانشيال تايمز قرار مد حالة الطوارئ في تركيا لثلاثة أشهر إضافية بالقرار”غير المفاجئ”.
وبدأت الصحيفة افتتاحيتها، الأربعاء، بعبارة “بالنسبة لرجل عنيد ومستبد مثل أردوغان فإن فرص تعطيل المؤسسات، وعلى رأسها المحكمة الدستورية دائما ما يكون لها رونق مدهش”. وذكرت الصحيفة في الافتتاحية أن المثير للقلق منذ الآن فصاعداً هو المدى الذي ستبلغه حملات التصفية التي أعقبت المحاولة الانقلابية الفاشلة في ظل حالة الطوارئ.
وأضافت أن عدد المفصولين من أعمالهم في الجيش والمؤسسات العامة والأجهزة الأمنية بحجة تبعيتهم لفتح الله كولن تجاوز المئة ألف.
وتطرقت الصحيفة أيضاً إلى إطلاق النار من الطائرات على المدنيين أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة واستشهادِ 240 شخصاً بقولها: “تظهر عند النظرة الأولى أسباب مقبولة لإعلان حالة الطوارئ عندما نأخذ في عين الاعتبار أبعاد العنف الذي تسبب فيه الانقلابيون”.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تأخرا كثيرا في ملاحظة هذا التهديد واستنكاره، ونتيجة لهذا فقدا قوتهما للتأثير على أنقرة.
وأكدت الصحيفة أن سعي أردوغان لتبرير تمديد حالة الطوارئ في بلاده بنموذج فرنسا غير مقنع، وعزت سبب ذلك إلى أن أردوغان هو الشخص نفسه الذي سهّل تنامي حركة كولن التي يصفها حاليا بالتنظيم الإرهابي، فعلى مدار الأعوام السابقة كان كولن الحليف الثمين لأردوغان وحزبه في الوقت الذي كان فيه يتخلص من تهديدات الجيش ومنافسيه العلمانيين ويحصد القوة في يده. وأضافت الصحيفة أن الرئيس التركي هو أحد المسؤولين عن الحرب الوحشية هذه، على حد وصفها.
تفكك المجتمع التركي
وأشارت الصحيفة إلى اتساع نطاق حملات الاعتقال والتصفية ضد حركة الخدمة وأن أردوغان يستغل حالة الطوارئ للتخلص من كافة أعدائه قائلة: “الشئ الأكثر خطورة هو استغلال أردوغان المحاولة الانقلابية كحجة لاعتقال معارضيه كافة. وهذا الوضع لا يبدد فقط فرصة تحقيق التضامن الوطني التي ظهرت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة بل يدمر في الوقت نفسه نسيج المجتمع التركي ويحطم قاعدة المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية”.
https://youtu.be/VUtfMvlkhL0