أعرب الداعية التركي فتح الله كولن في حوار مع مجلة الأهرام العربي الأسبوعية، أنّ اتهام الخدمة بمحاولة تديبر انقلاب على الحكومة التركية هو افتراء وأنهم لم يستطيعوا تقديم أي دليل على ذلك، وأنّ ما حدث محاولة منهم للتغطية على فضائح الفساد. وإليكم نص الجزء الثاني من الحوار:
– حزب العدالة والتنمية في محاولاته لإظهار الخدمة على أنها كيان إرهابي، قد حملكم شخصيا ومن ورائكم الخدمة مسئولية المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وصفتموها بـ”المسرحية”؟
بدايةً أود أن الفت النظر إلى أن وصفنا لما حصل بأنه “مسرحية”لا يعني التهاون بجريمة راح ضحيتَها هذا الكمّ من الأبرياء الذين أدعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته. لكن مسارعة أردوغان والموالين له إلى اتهام الخدمة، واستهدافنا بتلك الاتهامات قبل تكشف الحقائق ودون أي دليل، ثم تطور الأحداث بعد ذلك نتيجة لهذه الاتهامات من تشريد واعتقال عشوائي لمجرد التعاطف مع الخدمة، أو دعم الأعمال الخيرية التي تقوم بها، واختلاط الحابل بالنابل هو ما دعا إلى القول بأنها “مسرحية”، والآن وبعد ما شاهدنا ما آلت إليه ماكينة الظلم والافتراءات يمكننا القول بأنها “مؤامرة”.
- برأيكم ما السبب الحقيقي وراء هذا الخلاف والصراع بينكم وأردوغان؟
قبل انكشاف فضائح الفساد في العام 2013 التي ثبت فيها بالأدلة المصورة تورط شخصيات كبيرة من الوزراء وأبنائهم ..كانت الموضة مدح حركة الخدمة والإشادة بمنجزاتها على الصعيدين المحلي والعالمي، فإذا راجعت الفيديوهات الموجودة على أرشيفات اليوتيوب والعالم الرقمي فستجد أن كل من كان يمسك بيده الميكروفون من المنسوبين إلى الحزب بمن فيهم أردوغان، يسردون قصصا ملحمية في مدح الخدمة، لكن بعد هذا التاريخ تحديدا وبعد اكتشاف ملفات الفساد والسرقات والرشاوي التي تورط فيها قيادات من الحزب والتي كشفت عنها تحريات الشرطة وتحقيقات النيابة إذا بهم يصنفونها في عداد الخائنين.. وبدلا من تفعيل العملية القانونية ومحاولة إثبات براءتهم من التهم المنسوبة إليهم في ساحات القضاء راحوا يتهمون الخدمة بمحاولة تدبير انقلاب على الحكومة، دون أي دليل يثبت افتراءاتهم تلك، في محاولة غير نزيهة للتغطية على تلك الفضائح، وبدأوا يمارسون إجراءات في الشرطة والقضاء بحيث يكون الجميع تحت وصايتهم ويتمكنون من الإفلات من جرائمهم.
– وصل الصراع والخلاف إلى حد مطالبة الولايات المتحدة بتسليمكم، فما الطريق الذي ستسلكونه إذا ما رأت الولايات المتحدة تسليكم لأردوغان؟
طالب أردوغان الولايات المتحدة بإعادتي، ولكنهم لم يتقدموا بطلب رسمي، بل كانوا يقدمون أثناء مقابلاتهم مع المسؤولين الأمريكيين اقتراحات مغرية لتحقيق هذا الطلب، ولكنهم لم يجدوا استجابة في هذا الصدد من الأمريكيين، وأظن أنهم لن يجدوا شيئا من ذلك هذا اليوم، فالولايات المتحدة لن تغامر بسمعتها في سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على القيم الديمقراطية، لمجرد تلبية رغبات شخصية لبعض الناس.
- لكن اتهامكم بالوقوف وراء الانقلاب يبدو أنه يجد آذانا صاغية داخل تركيا وخارجها؟
قد يستطيعون خداع البعض ممن يسير خلفهم أو يصدق كلامهم بلا أي دليل أو برهان لكن حيلهم تلك لن تنطلي على العالم.
وفي المقابل، أود أن أكرر هنا ما قلته سابقا في مناسبات عديدة: فلتتشكل لجنة دولية من قِبَل أطراف محايدة، تقوم بالتحقيق في محاولة الانقلاب المشؤوم هذا، فإذا أثبتت الأدلة –كما يدَّعون- أنني المخطط أو الموجه لهذا الانقلاب، أو لي أدنى صلة به، فلن أنتظر ساعتها قرار الولايات المتحدة، وسأحجز تذكرتي إلى تركيا على حسابي الشخصي، وأسلم نفسي للعدالة هناك ليبتوا في شأني بما يشاءون.
كولن للأهرام العربي: الخدمة مشروع تطوعي بالمنطق القرآني (1)
كولن للأهرام العربي: أردوغان يتهم الخدمة دون أي دليل (2)
كولن للأهرام العربي: إذا قدر الله لتركيا أن يزول عنها الطغيان سأعود إليها (3)
كولن للأهرام العربي: نحتاج إلى الأزهر كحاجتنا إلى الخبز والماء (4)