لوزان (أ ف ب) : تحتضن مدينة لوزان السويسرية اليوم السبت اجتماعا دوليا جديدا حول الحرب في سوريا بمشاركة روسيا والولايات المتحدة إلى جانب تركيا والسعودية وقطر وإيران.
ومن المنتظر أن يناقش الاجتماع خطة اقترحها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لضمان خروج آمن لمقاتلي المعارضة من مدينة حلب السورية.
ويأتي اللقاء بعد ثلاثة أسابيع من الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة بدون آمال كبيرة في تحقيق تقدم ملموس بينما يتواصل قصف الطائرات الروسية والسورية للأحياء الشرقية لمدينة حلب.
ويعقد هذا الاجتماع الذي تشارك فيه أيضا دول المنطقة المتورطة عسكريا في النزاع السوري، في أجاء من التوتر الكبير بين روسيا والغرب الذي يتهم موسكو بارتكاب “جرائم حرب” في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب.
ويأتي هذا الاجتماع بينما يتحدث عدد من الدبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة نظام الرئيس بشار الأسد ثاني أكبر المدن السورية، مما سيشكل انتصارا رمزيا واستراتيجيا حاسما له منذ بدء النزاع في 2011.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: “لا أتوقع شيئا محددا من هذا الاجتماع”. أما مكتب نظيره الأمريكي جون كيري، فقد أعلن أن “الموضوع الرئيسي للحديث سيكون الوحشية المتواصلة في حصار حلب”.
ولم تتوقف الاتصالات الهاتفية بين كيري ولافروف، لكنها المرة الأولى منذ نهاية سبتمبر التي يجتمعان فيها للتفاوض بحضور تركيا والسعودية وقطر الدول الداعمة للمعارضة. كما أعلنت إيران التي تشارك عسكريا إلى جانب الجيش السوري، مساء الجمعة مشاركتها في الاجتماع.
ولم تدع الدول الغربية ولا سيما فرنسا وبريطانيا اللتان تبنتا مؤخرا موقفا متشددا حيال موسكو.
ومنذ بداية الهجوم على الأحياء الشرقية من حلب حيث يعيش 250 ألف شخص، قتل أكثر من 370 شخصا معظمهم من المدنيين حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبين الضحايا أكثر من 130 طفلا كما تقول منظمة “سيف ذي تشيلدرن” غير الحكومية.
خطة جديدة لدي ميستورا
وذكرت مصادر عدة أن اجتماع لوزان سيدرس خطة اقترحها مؤخرا الموفد الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا، وتهدف إلى تأمين خروج آمن لمقاتلي تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا الفرع السوري لتنظيم القاعدة).
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن “الشيطان يكمن في تفاصيل هذه الخطة”. وأضاف “سيتم إجلاء من؟ هل هم مقاتلو النصرة فقط أم سيكون الأمر نوعا من الإجلاء القسري لكل سكان شرق حلب؟”.
وتابع “حسب التقديرات التي أقر بها الروس، لا يتجاوز عدد مقاتلي النصرة الألف شخص. الروس يعترفون بأنهم يقصفون سكانا مدنيين عددهم 260 ألف نسمة من اجل 900 شخص”.