أنقرة (الزمان التركية): دأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية منذ أربع سنوات على تصفية كلِّ من يصنفونهم “غير المرغوبين فيهم” أو “المعارضين”، من خلال توجيه اتهامات إليهم من قبيل “خيانة الوطن” و”الانتماء إلى الكيان الموازي” أو “حركة الخدمة” وما شابهها.
لكن التطورات التي تشهدها تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي لا يزال الغموض يسيطر على بعض جوانبها تطرح تساؤلات حول ما إن كان سلاح أردوغان والعدالة والتنمية الخطير هذا سيُصوّب ضدهم في النهاية.
وتزايُد التصريحات القائلة بوجود أنصار لحركة الخدمة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم أيضاً في الآونة الأخيرة تسبب في العديد من التساؤلات حول ما إن كان بعض “البؤر” والمراكز قد بدأت بالفعل حملة “تطهير” داخل الحزب الحاكم وتسعى لتصفية “غير المرغوب فيهم” داخل الحزب، وذلك بالاتهامات ذاتها، أي الانتماء حركة الخدمة والتورط في محاولة الانقلاب.
فقد تطرق رئيس الوزراء بن علي يلدرم خلال اجتماعه مع نواب حزبه إلى هذه الادعاءات قائلاً: “أتحداهم من موقعي هذا أنه لا يوجد أي أنصار لحركة الخدمة داخل حزبنا على مستوى الوزراء والنواب البرلمانيين. كما أننا نقوم حالياً بتصفية المنتمين إليها في التشكيلات المختلفة التابعة لحزبنا”، على حد تعبيره.
كما أفاد يلدرم أن بعض زملاءه السياسيين التابعين لحزبهم يظهرون على القنوات التلفزيونية ويدلون بتصريحات يزعمون فيها وجود أتباع لحركة الخدمة في صفوف حزبهم، ويطالبون بتنفيذ عملية تطهير ضد “الجناح السياسي” لهذه الحركة.
وأشار يلدرم إلى أن زملاءهم بتصريحاتهم هذه يتسببون في انتشار إشاعات حول تسلل عناصر هذه الحركة إلى داخل الحزب، متحدياً إياهم بإثبات ذلك، مؤكداً على أن حزبهم يخلو من أي نصير لحركة الخدمة سواء على مستوى الوزراء أو النواب البرلمانيين، وأنهم قاموا بالتحقيقات اللازمة في هذا الصدد، بينما يتم حاليا تصفية أنصار الخدمة داخل تشكيلات حزبهم المختلفة.
وأضاف يلدرم: “وعلى الرغم من ذلك، يظهر بعض الرفاق على القنوات التلفزيونية ويواصلون الحديث عن الجناح السياسي لحركة الخدمة. أحذركم من عدم الخوض في مثل هذه الأحاديث مرة أخرى. إن كان هناك ما يدعى بالذراع السياسي فنحن سنقوم بالواجب. لذا لا تخوضوا في مثل هذه النقاشات مرة أخرى وإن حدث وخاض أحدكم في مثل هذه الأمور سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهه”.
هذا وزعم يلدم أن مثل هذه النقاشات هى عملية لحركة الخدمة تستهدف تشتيت حزبهم، مطالباً أعضاء الحزب بعدم الاندراج في هذه اللعبة وتخوين بعضمها البعض.