اسمها الرسمي وكالة انباء الأناضول والحقيقة انها وكالة الشر ولسان حال نظام رجب اردوغان الاستبدادي الذي كشر عن انيابه للشعب التركي الشقيق ثم انها طرف رئيس في الحرب النفسية ضد مصر والمصريين ولاجدال انها نموذج للوسائط الدعائية التي تتخفى وراء واجهات اعلامية وتمارس “ثقافة الكراهية والكذب الممنهج” .وتعيد وكالة انباء الأناضول الداعمة للارهاب والقائمة على بث الأكاذيب للأذهان ماتسميه مثقفة بارزة في الغرب هي الكاتبة البريطانية الي سميث “بلعبة البناء على الأكاذيب” فيما تبدو مهمومة “بعملية التشريح الثقافي لتلك اللعبة او الظاهرة في مجالات وحالات عدة بالعالم وانعكاساتها على مشاعر الجماهير”.
واذا كان العالم بناءا او صرحا كما تقول هذه الكاتبة الروائية وصاحبة الكتاب الجديد “الخريف” فان الأكاذيب قد يكون لها “تأثير تفكيكي للبناء اذا كان قد اقيم على قواعد صحيحة بينما يمكن تصور حالة البناء ان كان قد اقيم اصلا على اكاذيب” ومن ثم تكون مهمة المثقف الحر وصاحب الضمير الانساني كشف الأكاذيب وفضح صانعيها على الملأ بدلا من التكيف مع تلك الأكاذيب.
ولئن كانت “الحرب النفسية” بأدواتها الدعائية ووسائط ثقافة الكراهية تستهدف مصر وقرارها الوطني والتزاماتها القومية فان ثمة حاجة ثقافية للمراجعة وتحليل هذه الظاهرة والتعرف على بنيوية مقوماتها وعلاقاتها وآلية حركاتها ومتغيراتها حتى يمكن التعامل معها على النحو الذي يدرء شرورها..
نعم ثمة حاجة لفضح الكذب الممنهج الذي تمارسه وكالة انباء الأناضول وثقافة الكراهية والسعي الآثم لنشر حالة من الصراع والفوضى في المجتمع المصري.ولاريب ان الخطاب الارهابي التكفيري يجد اسنادا من جانب وكالة انباء الأناضول التي تمضي في سياستها المجافية للمهنية وتبث انباء كاذبة لاثارة الوقيعة بين مصر ودول شقيقة وصديقة وتمارس “الصيد في الماء العكر “وتضخيم اي خلافات صغيرة او النفخ في اختلافات محدودة وطبيعية ومتعارف عليها في العلاقات الاقليمية والدولية لتحويلها الى حرائق بصب الزيت على النار”.
و”الحرب النفسية ضد مصر والمصريين” التي باتت وكالة انباء الأناضول طرفا رئيسا فيها تستهدف النيل من التماسك المجتمعي واضعاف المناعة في الداخل واجهاض جهود التنمية قبل وصول ثمارها للجماهير ولاتتورع عن استخدام اساليب لايمكن ان يقبلها اي اعلامي صاحب ضمير مثل “تسريب انباء كاذبة وملفقة او تمرير معلومات ناقصة وتقديمها باعتبارها الحقيقة الكاملة”.
ويوما ما سيحاسب الشعب التركي ناهيك عن التاريخ الطغمة المتحكمة في تلك الوكالة التي تتخفى وراء واجهة اعلامية وتبث ثقافة الكراهية وتمارس الكذب الممنهج بعد ان اوغلت وتغولت في التجاوزات والانتهاكات الصارخة لأي معايير مهنية واخلاقية واحترافية يفترض انها تحكم وسائل الاعلام فيما تخدم ممارساتها باخلاص مشاريع واجندات لايمكن ان تصب في صالح شعوب المنطقة بل وتعمل على اثارة الوقيعة والفرقة بينها بقدر ماوضعت المنطقة كلها في “حالة انكشاف جارح”.
وهذه الحرب “الجديدة/القديمة” تتلاعب برموز واسماء ومسميات لها قدسيتها واحترامها الجليل في الضمير الجمعي للمصريين وهي لاتتورع عن توظيف التراث بصورة مشوهة وتوليد معان جديدة لهذه الرموز بما يتوافق مع اهدافها المعادية لمصر والمصريين.والأمر قد يعيد للأذهان على نحو ما حرص كثير من الأنظمة الشمولية في المنظومة الشيوعية السابقة والتي غابت فيها الديمقراطية على تضمين كلمة “الديمقراطية” في مسمياتها وكأنها تشعر بعقدة نقص فادحة وتحاول تعويضها برمزية الاسم دون ان تفلح في تغطية الاثم!..
وهكذا فمن العلامة التي خرجت اصلا من لدن رأس النظام الاستبدادي التركي رجب طيب اردوغان لتسمى باسم “علامة رابعة” الى “جماعة بيت المقدس” التكفيرية التي سفكت الدم الطاهر ثم تسفر عن وجهها الداعشي الاهابي العميل وتتسمى باسم “تنظيم الدولة الاسلامية” في سيناء تتبدى طبيعة حرب الرموز والسعي الحثيث لتزوير الدلالات والتلاعب للتأثير على اللاوعي.
ويدخل في ذلك السياق استخدام تعبيرات ملغومة ومصطلحات مزيفة للوعي ومتلاعبة بالغرائز والمشاعر الشعبية فيما ينطوي مخطط الشر الذي تشارك فيه وكالة انباء الأناضول بهمة على الحاق الأذى الجسيم بالجماهير الشعبية عبر السعي “لاسقاط الدولة الوطنية ونشر الفوضى” وتحويلهم الى “نازحين ولاجئين” مثلما يحدث في بلدان عربية عزيزة على كل مصري.
وفيما لاتخفى رمزية ودلالات مصطلحات ترددها ابواق ثقافة الكراهية والكذب الممنهج في سياق الحرب النفسية ضد مصر والمصريين وحرب الرموز فان خبرات شعب مصر العظيم ومسيرته النضالية تؤكد ان النصر حليفه في مواجهة تحدي الارهاب الشرس ومن يقفون خلفه من ابواق مثل وكالة انباء الأناضول بقدر مايعد الارهاب الحليف الطبيعي للانحطاط التاريخي.
وهاهي مصر تحارب الارهاب وتتصدى لقوى لم تتورع عن اشعال الفتن والاحتراب الداخلي واحقاد الكراهية لتكريس مصالحها بما في ذلك محاولات “ادلجة الدين وتفريغه من قيمه النبيلة لتحويله الى قوة ارتداد نحو التخلف واراقة الدماء بدلا من موضعه الرسالي ومكانته السامية التي لايمكن ان تخاصم التقدم وسعادة الانسان” .واذا كان الحديث عن حرب الرموز وثقافة الكراهية والكذب الممنهج فلتعلم الطغمة المهيمنة على مقاليد الأمور في تركيا والتي حولت وكالة انباء الأناضول الى “وكالة الشر بامتياز” ان “المصري يشبه طائر الفينيق الذي ينبعث دوما من رماد الموت لآفاق الحياة المتجددة”..
الكذب الممنهج لن ينجح في تزييف شكل الوطن او يغتال الطريق ويحيل مصر قبرا وزخات عذاب وجوع وحبات دموع!..ستنتصر الحقيقة..ستنتصر مصر رغم شراسة المؤامرة وكثافة الحرب النفسية..سينتصر الوطن الذي علم الدنيا منذ فجر الانسانية كيف يكون الحب وكيف تكون الحكمة !