جدير بالذكر أن مشروع بندقية المشاة القومي انطلق منذ تسعينيات القرن الماضي إلى أن تم الانتهاء من تصميمه في عام 2008 وأطلق عليها اسم أم بي تي – 76 عقب دراسات وأعمال مطولة بمشاركة عشرات المهندسين، ليبدأ في عام 2011 إنتاج البندقية.
كيف حاز داعش بندقية أم بي تي التي لا توجد إلا لدى الجيش التركي
ومع أن بندقية أم بي تي 76 لا يمتلكها إلا الجيش التركي، ويدور الحديث عن بيعها إلى أذربيجان فقط، لكن عملية البيع لم تتم بعد، وتم إرسال عينات منها إلى أبرز خبراء اختبارات الأسلحة حول العالم فقط، إلا أن ظهور هذه البندقية التركية ولأول مرة في حوزة تنظيم داعش الإرهابي أثار عديدًا من التساؤلات في الشارعين التركي والدولي.
رؤية البنادق التركية في حوزة تنظيم داعش أعادت إلى الأذهان الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام من قبلُ حول نقل أسلحة وذخائر بصورة مكثفة من مخازن هيئة الصناعات الميكانيكية والكيميائية إلى سوريا لكن لم يخطر على بال أحد نقل بندقية أم بي تي – 76 أيضًا.
كما ذكرت هذه الحادثة بالتسجيلات المصورة التي سربتها قوات الدرك إلى الصحافة عن شاحنات المخابرات التركية التي كانت تحمل أسلحة إلى المجموعات الراديكالية المقاتلة في سوريا، لكن رئيس الحكومة آنذاك الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان اعتبر استيقاف تلك الشاحنات “كشفًا لأسرار الدولة” وانقلابًا على حكومته، ثم اتهم كل المشاركين في هذه العملية من المدعي العام وأفراد قوات الدرك بالانتماء إلى ما سماه “الدولة الموازية” وأمر باعتقال جميعهم بحيث لا يزالون قابعين في السجن حالياً.
ظهور البندقية التركية في حوزة الدواعش الذين أحرقوا الجنديين التركيين
وكان الأسبوع الماضي شهد عملية إعدام الجنديين التركيين الأسيرين لدى تنظيم داعش سفر تاش وفتحي شاهين بطريقة بشعة، حيث نشر التنظيم تسجيلاً مصورًا لمدة 19 دقيقة يظهر فيها الجنديان التركيان وهما يُحرقان حيين. وقبل واقعة الحرق ظهر داعشي ذو لحية مدجج بالأسلحة ويرتدى سترة واقية قام بإلقاء كلمة باللغة التركية الواضحة السلسة ظل خلالها يروج للتنظيم الإرهابي لفترة طويلة متوعِّدا تركيا. لكن الغريب في الأمر هو تركيز الكاميرا على البندقية التي في يده عوضًا عن وجهه. وقدم التسجيل المصور لقطات عامة ومفصّلة للبندقية من الزوايا الأربع.
البندقية هى بندقية مشاة إلكترونية مزودة بمعداتها. ويظهر عليها آثار تآكل جزئي ما يعكس استخدامها خلال المواجهات. وعند التدقيق في لقطات الشريط المصور تبين أن البندقية المشار إليها هى بندقية ام بي تي – 76.
رسالة إلى تركيا
التنظيم الإرهابي تعمّد إظهار استخدام عناصره التي أحرقت الجنديين التركيين لبندقية أم بي تي – 76 اركية المنشأ ضد الجيش التركي، ما يعكس رغبته في إرسال رسالتين إلى تركيا وهما:
1- تذكير نظام أردوغان بأنه قدم الدعم له في مرحلة ما بل ومنحه أخطر أسحلته.
2- أنهم يقتلون الجنود الأتراك بالأسلحة التركية.
جريمة خيانة للوطن
في السابع من أبريل/ نيسان الماضي ألقي القبض على مدير مصنع “كيركاله” التابع لهيئة الصناعات الميكانيكية والكيميائية مصطفى تنري فيردي متلبسا ببيع تصاميم بندقية أم بي تي – 76 وخطط إنتاجها وهندستها إلى شركة أسلحة مركزها الولايات المتحدة نظير مبلغ مليون و200 ألف ليرة. وبعد اعترافه بجريمته سُجن تنري فيردي بـ”تهمة الانتفاع من أسرار الدولة وخيانة خدماتها”.
وبعد أن ظهرت البندقية أم بي تي – 76 في يد تنظيم داعش الإرهابي هل تتم محاكمة المسؤولين عن وصولها إليه بتهمة خيانة الوطن؟
https://youtu.be/Lh_Ri4d5HOE