أنقرة (الزمان التركية) – كشف الكاتب أحمد تاكان ممثل صحيفة “يني شاغ” التركية المعروفة بتوجهها القومي أحدث المؤامرات التي تدبر في القصر الرئاسي التركي من جانب أردوغان وفريقه في معرض تعليقه على حزمة التعديلات الدستورية التي طرحها حزب العدالة والتنمية الحاكم بدعم من حزب الحركة القومية المعارض التي تعد الصحيفة معبرة عن تياره.
وقال تاكان في مقال بعنوان: “هل ييتم إعداد الدستور الجديد من أجل عبد الله جول” إنه منذ طرح حزمة التعديلات الدستورية على البرلمان شهدت جبهة الرئيس السابق عبد الله جول ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو تحرّكات مثيرة، مشيرًا إلى أن شخصا مقربًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغه بأن أحمد داود أوغلو زار عبد الله جول في إسطنبول واستمرت الزيارة أربع ساعات وعند سؤاله عن سبب الزيارة بأفاد أنها زيارة وديِّة.
وأضاف الشخص المقرب من أردوغان أنهم لم يصدقوا ما قاله داودأوغلو، فكيف لزيارة ودية أن تستمر قرابة أربع ساعات، كما أن داودأوغلو ذكر أنه ذهب برفقة عائلته لكنهم لم يصدقوا هذا الأمر أيضًا، مؤكدًا أن القصر الرئاسي (أردوغان) يتابع تحركات داود أوغلو وعبد الله جول عن كثب، نظرا لأن هذه الجبهة تشهد تحركات كثيفة خلال الآونة الأخيرة، وأن داودأوغلو دخل على خط التقاربب مع عبد الله جول في السنة الأخيرة.
كما أوضح أن الشخصيات القيادية السابقة في حزب العدالة والتنمية الحاكم من أمثال حسين تشيليك وسعد الله أرجين وعلي باباجان وعبد القادر أكسو تجري استعدادات استراتيجية، لافتا إلى أن أردوغان على إطلاع على كل هذه الأمور.
وذكر تاكان في مقاله أن المقصود بـ”الاستعدادات الاستراتيجية” هي التطورات الاقتصادية، ولخّص تاكان ملاحظاته من الحديث المطوّل مع الشخص المقرب من أردوغان في خمس نقاط هي:
1- أردوغان والدائرة المحيطة به ينظرون نظرة سلبية إلى داودأوغلو والمقربين له.
2- الاعتقاد بأن داودأوغلو وعبد الله جول سينتهزان الأحداث الإرهابية المتزايدة والأوضاع السيئة التي يعاني منها الاقتصاد.
3- اليقين بأن حزبا جديدا سيتأسس خلال فترة قصيرة في حال الموافقة على التعديلات الدستورية خلال الاستفتاء الشعبي، وفي عام 2019 سيترشح عبد الله جول أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
4- الاعتقاد بأن القوى الدولية التي تقف وراء عبد الله جول وأحمد داودأوغلو وعلي باباجان ستقدم الدعم الكامل للمشروع.
5- بريطانيا ستحاول بالتأكيد مواصلة مشروع الشرق الأوسط الكبير مع عبد الله جول.
كما لخّص تاكان خلال مقاله حملات أردوغان على النحو التالي:
1- سيتم إجراء الاستفتاء قبل حلول الصيف وذوبان الثلج (في غياب أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي حيث أنهم قابعون في السجن).
2- الانتخابات المبكرة التي من المقرر إجراؤها في خريف 2018 قد يتم تقديمها إلى خريف 2017.
3- العدالة والتنمية سيواصل سلوكه المعتدل تجاه المعارضة حتى انعقاد الاستفتاء بعدها سيزداد عنفا.
4- يتم تعقّب داودأوغلو والمقربين منه أمثال علي ساري كايا وطه أوزهان ورجب كونوك عن كثب للتأكد من موافقتهم على حزمة التعديلات الدستورية التي تتضمن نقل البلاد إلى النظام الرئاسي.
وأوضح تاكان أن العد التنازلي لبحث حزمة التعديلات الدستورية خلال الجلسة العامة للبرلمان والتصويت عليها قد بدأ بالفعل، غير أن حالة من الشك والريبة تنتاب القصر الرئاسي، لافتًا إلى أن أحد أبرز الدلائل على هذه الشكوك هو إعلان نائب رئيس الوزراء طوغرل توركيش أن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي يُدبِّر مكيدة لأردوغان.
واختتم تاكان قائلا: “عند الربط بين ما رواه الشخص المقرب لأردوغان ودعم بهشلي الحيوي لعبد الله جول في عام 2007 وما تلاه، رأيت أن ادعاء نصب مكيدة لأردوغان لا يمكن تجاهله، أنصار ورجال أردوغان يزعمون أنه سيحبط كل الألاعيب، لكنهم في الواقع ليسوا متأكدين حتى من نهاية حزمة التعديلات الدستورية ويشعرون بالقلق، هل يبدو الأمر كلعبة معقدة؟ لا بل هو في الحقيقة بسيط جدا لكن لمن يتمتع بالبصيرة، المهم هو أن بلدنا هو الذي يتضرر مما يحدث”.