أنقرة (الزمان التركية)- لا تتوقف الهجمات الشرسة التي تشنها حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا على الصحفيين المصنفين ضمن المعارضين سعيًا لتكميم أفواهم حيث خلفت حملات الفصل والإقالة صحفيين بلا عمل وعائلات بلا معيل.
وتسببت سياسات الحكومة في فصل المحرر الصحفي “جوكهان كازباك” (51 عامًا) ، والمصور الصحفي “مولود أيدوغان” (49 عامًا)، بعد أن عملا معًا في هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية TRT منذ عام 2009. الأول عمل في قناة “İMC TV” التليفزيونية، والثاني بدأ العمل في وكالة جيهان للأنباء بعد تعيين وصي عليها وقبل إغلاقها؛ لم يمضِ كثيرًا حتى فصلا من العمل مرة أخرى نتيجة المراسيم والقوانين الصادرة من الحكومة في أعقاب إعلان حالة الطوارئ بعد الانقلاب المسرحي الفاشل.
والتقى الصحفيان مرة أخرى في إحدى ورش النجارة، إلا أنهما لم يتركا عملهما الذي أحباه، أحدهم يحمل الكاميرا الخاصة به بجانبه يصور أعمالهم ويسوقها على الإنترنت.
وأوضح كازباك أنه يحزن كثيرًا على ما حلَّ بالشباب من بطالة، قائلًا: “إنهم غير معتادين على البطالة، فقد أحسوا بصدمة كبيرة، أمام مصروفات الحياة اليومية…”.
وعلَّق كازباك على مغامرته في ورشة النجارة، قائلًا: “كان عندي ولعٌ بتشكيل الإكسسوارات من الأخشاب. والتقيت مع مولود آيدوغان في هذه المهنة. وربحت 15 ألف ليرة تركية من مسابقة “من سيربح المليون”، لم يحصل عملنا على الشهرة المطلوبة، لكننا نعيش على الأمل..”.
وأوضح آيدوغان أن هذه الفترة هي الأصعب في حياته العملية، قائلًا: “بكيت أنا وزوجتي عندما عجزت عن تلبية احتياجات أطفالنا. قدمت الكثير لهذه المهنة حتى ضرب الشيب رأسي. حررتُ أخبارًا عن صحفيين ومهندسين وأطباء، ولكنني نسيت أن أحرر الخبر الخاص بي. وإن لم أكن أمتلك هذه الحرفة لأصبت بالجنون وقتلت أسرتي ونفسي”.
بينما علَّق كمال دمير (24 عامًا)، المدير الفني بقناة “TV10″، كان من مؤسسي القناة منذ البداية، قائلًا: “قطع الإرسال الخاص بالقناة وأجريت اتصالًا بإدارة شركة القمر الصناعي التركي، وكان ردًا سيئًا للغاية مؤكدين قطع الاتصال عن القناة”.