(زمان عربي) – أعربت الأوساط السياسية عن رأيها في انتخابات رئاسة الجمهورية التركية، التي أجريت الأحد الماضي، وقالت إن المعارضة التركية خسرت في سباق الانتخابات، بيد أن النتيجة لها جوانب مربحة لصالح تركيا كافة؛ إذ أن التوافق في الآراء الذي أبدته شرائح المجتمع المختلفة، في ترشيح الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو والالتفاف حوله في انتخابات الرئاسة، ستشكل نموذجًا لصوغ بنود جدول أعمال مهم في الفترة المقبلة يصب في مصلحة تركيا، هذا فضلا عن أن الأوساط السياسية المختلفة ايدلوجيًا ستتباحث من أجل مصلحة الدولة.
لم يستطع أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي خاض انتخابات الرئاسة بدعم 14 حزبًا سياسيًا بزعامة حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية، أن يجتاز العتبة النفسية بعدما تعذر عليه اجتياز 40 في المئة، إلا أن توحيده لصفوف فئات مختلفة من المجتمع ووضعه خطابًا جديدًا، رفع من الآمال المعقودة على مستقبل السياسة.
وعبر زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو عن رأيه قائلًا: “إذا أجريت انتخابات أخرى سأعلن إحسان أوغلو مرشحًا مرة أخرى”، لافتًا إلى أن السياسة التركية في أمس الحاجة إلى الاحترام والمصالحة.
أما بالنسبة للادعاءات التي تقول إن هناك 5 ملايين ناخب من حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية امتنعوا عن التصويت، أو صوّتوا لصالح أردوغان والمرشح الآخر صلاح الدين دميرطاش، فسيتم بحثها على نطاق واسع في وحدات أحزاب المعارضة المختصة خلال الأيام المقبلة.
ويمكن القول بأن انتخابات رئاسة الجمهورية خرجت بنتائج سياسية واجتماعية كبيرة من أجل مستقبل تركيا؛ إذ أن التفاف أحزاب مختلفة أيدلوجيًا وشرائح مجتمعية مختلفة حول مرشح يضع المصداقية والاحترام في السياسة في مقدمة أولوياته، يعطي نتائح إيجابية للسياسة التركية، فضلا عن أن النهج السياسي الذي طبقه إحسان أوغلو لم ينل إعجاب وتقدير من أيدوه فحسب، إنما وجد أيضًا قبولًا واسعا ً لدى شرائح عريضة من المجتمع التركي.