إسطنبول (زمان عربي) – أكدت زوجة نائب مدير شعبة الإستخبارات السابق بمديرية أمن إسطنبول حياتي باشداغ، أن حملة الإعتقال التي طالت العشرات من رجال الشرطة الشرفاء وشملت زوجها، في الثاني والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، أدمت قلوب ذويهم وأحزنتهم؛ إلا أن الأمر أصبح مدعاة للفخر والإعتزاز لهم جميعا.
وقالت السيدة هاجر باشداغ إن زوجها عمل لخدمة وطنه لأكثر من 20 عامًا، مضيفة أنهم يلفَّقون تهم” الكيان الموازي” لمن يريدون.. “سوف نظل مرفوعي الرأس، فلا تحني رؤوسنا يا رب، ولا تدع أحدا يذلُّنا ويحني رؤوسنا إلا لك”.
وكانت صورة مدير شعبة الاستخبارات السابق حياتي باشداغ، وهو يرفع يديه المكبلتين في الهواء، قائلا: “لم آكل لقمة حراما” تحولت إلى أيقونة على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، بعد أن ألقي القبض عليه ضمن حملة أمنية جرت في 22 يوليو/ تموز الماضي، وقت السحور في رمضان، واستهدفت العشرات من مسؤولي ورجال الأمن، لدورهم في تحقيقات قضية الفساد والرشوة في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي طالت وزراء في حكومة رجب طيب أردوغان ومسؤولين ورجال أعمال مقربين منه وكذلك أفراد عائلته، وهزت الشارع التركي.
واستبدل الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صورهم الشخصية على حساباتهم، بصور باشداغ، أثناء اقتياده إلى أحد المستشفيات لتوقيع الكشف الطبي عليه قبل ترحيله، كما غير العديد من مستخدمي موقع “تويتر” أسماءهم واستبدلوها بعبارة “لم آكل لقمة حراما”، وعبَّر بعض المواطنين الأتراك عن رفضهم للإجراءات التعسفية ضده من خلال طباعة صورته ، التي ألتقطت له وهو رافع يديه المكبلتين إلى الأعلى قائلًا عبارة الشهيرة، على قمصانهم.
وذكرت باشداغ أن زوجها كان يخصص وقته بالكامل لصالح عمله في خدمة وطنه، حتى أنها اعتادت على إدارة شؤون المنزل وحدها، قائلةً: “نحن متزوجان منذ 15 عامًا، وقد أعتدت طيلة هذه الفترة على أن أدير شؤون المنزل بشكلٍ فردي وبنفسي، حتى أنه في يومٍ من الأيام جاءت ابنتي الكبرى وسألت والدها” هل تعيش معنا هنا في هذا المنزل؟” ،ففي الأغلب الأعم كان زوجي يرجع من عمله متأخرًا، وكانت ابنته لا تعرف أين هو وقليلًا ما كانت تراه”.
وتابعت باشداغ قائلة: لقد ضُرب بكل شئ عرض الحائط، على الرغم من شهادات التقدير التي حصل عليها زوجها من قبل، واصفةً الفترة الأخيرة التي تعيشها البلاد بأنها فترة تشهد إلقاء التهم والادعاءات والافتراءات التي لا تمت للواقع بصلة، وأصبح فيها المسلم يظلم أخاه المسلم تحت غطاء حملات” مطاردة الساحرات”، التي أطلقها رئيس الوزراء ، رئيس الجمهورية المنتخب، رجب طيب أردوغان.
وأضافت باشداغ أن حملة الاعتقالات تمت لأهدافٍ سياسية وليست قانونية، لعدم وجود ما يستدعي أن يحاسبوا عليه، قائلةً: “إن زوجي لا يكذب، حتى إنه عندما كان يجلس مع ابنته ويقص عليها شيئًا، ولو بسيطًا، كان يتجنب الكذب عليها، كان يجلس إلى جانبها ويقص عليها كل شئ بدقة، وكان الأولاد على وعي بهذا”.