نيويورك (رويترز) – قالت الأمم المتحدة إن تناقضات وأسئلة ما زالت تحيط بالإعلان الذي قدمته سوريا بشأن أسلحتها الكيماوية، بينما أبدت الولايات المتحدة قلقا من أن أي عناصر كيماوية سامة لم يعلن عنها قد تسقط في أيدي متشددي تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وقالت سيجريد كاج رئيسة البعثة المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تشرف على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية انه منذ ان قدمت حكومة الرئيس بشار الأسد اعلانها الاصلي في اواخر العام الماضي قامت دمشق باجراء اربعة تعديلات.
وأضافت كاج بعد أن أطلعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عمل البعثة المشتركة للمرة الأخيرة قبل انتهاء مهمتها في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول الجاري: “حسب إعلان السلطات السورية نفسها مازالت هناك بعض التناقضات او الاسئلة المثارة، إنها مناقشة مستمرة في دمشق وايضا في لاهاي.”
وتابعت: “هناك مخاوف من تناقضات في الكميات وامور أخرى مماثلة… سأعود الي دمشق في الفترة المقبلة وسنتابع ذلك ايضا.”
لكن مع سيطرة متشددي الدولة الاسلامية على مساحات واسعة في سوريا والعراق قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور إن هناك مخاوف من أن أى أسلحة كيماوية لم يعلن عنها قد تسقط في أيديهم.
وأضافت باور، التي ترأس مجلس الأمن لشهر سبتمبر/ أيلول الجاري للصحفيين بعد أن قدمت كاج تقريرها إلي المجلس: “الولايات المتحدة قلقة بشان جميع التناقضات المحتملة وأيضا احتمال وجود فجوات حقيقية في الإعلان.”
وتابعت: “بالتاكيد إذا كانت هناك أسلحة كيماوية باقية في سوريا فسيكون هناك خطر لأن تسقط تلك الاسلحة في أيديهم (تنظيم الدولة الاسلامية) ،ويمكننا فقط أن نتخيل ما الذي ستفعله مثل تلك الجماعة إذا أصبح في حيازتها مثل هذا السلاح.”
وقالت كاج إن 100 بالمئة من أسوأ الاسلحة الكيماوية السورية المعلنة جرى تدميرها في حين تم التخلص من 96 بالمئة من اجمالي المخزونات. واضافت انه عندما ينتهي عمل البعثة المشتركة فان منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ستواصل الاشراف على العملية بدعم من الامم المتحدة.
وقالت كاج إن 12 منشأة انتاج -سبع حظائر وخمسة أنفاق- لم يتم تدميرها حتى الان وقد يستغرق ذلك ستة اشهر.
ووافقت سوريا على تدمير أسلحتها الكيماوية قبل عام بمقتضى اقتراح روسي مما أدى الي تفادي ضربات عسكرية محتملة من الولايات المتحدة. وجاءت تلك الخطوة في اعقاب غضب عالمي من هجوم بغاز السارين في غوطة دمشق في اغسطس اب 2013 أودى بحياة مئات الاشخاص.
وتبادلت الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة الاتهام بالمسؤولية عن أسوأ هجوم بسلاح كيماوي في ربع قرن. وألقت القوى الغربية بالمسؤولية على الأسد في الهجوم بينما قالت روسيا إن مسلحي المعارضة هم المسؤولون على الارجح.