إسطنبول (زمان عربي) – لاتزال حوادث العمل تتوالي ويتزايد أعداد القتلى من العمال في المواقع التي يمتلكها رجال الأعمال المقربين من الحكومة التركية؛ حيث لقي، مساء أول من أمس السبت، عشرة عمال حتفهم جراء سقوط مصعد في برج قيد الإنشاء مكّون من 42 طابقا في منطقة “شيشلي” على الضفة الأوروبية من إسطنبول.
وأدلى مقاول الإنشاءات للبرج عزيز توران، بتصريحات تبعث على الدهشة والاستغراب، حيث اعتبر أن الحادث من قبيل حوادث العمل الاعتيادية في قطاع الإنشاءات.
واللافت أن رئيس الوزراء السابق رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان، كان قد وصف الانفجار الذي وقع في منجم الفحم ببلدة “سوما” التابعة لمدينة “مانيسا” غرب تركيا، والذي راح ضحيته 302 عاملا، بالحادث الاعتيادي الذي من الممكن أن يحدث في أي منجم فحم في العالم، قائلا إنه حادث قدري، ما يكشف بوضوح أسلوب تفكير رجال الأعمال المعتمدين على أموال الدولة.
وكان أردوغان استدلّ على وصفه هذا الحادث بالاعتيادي بحوادث مماثلة جرت قبل 100 أو 150 عاما، منها الانفجار الذي وقع في منجم للفحم في بريطانيا عام 1862 حيث لقي حينها 204 عمال مصرعهم، ثم الانفجار الذي تلاه في عام 1866 حيث توفي وقتها 361 عاملاً.
وأثارت التصريحات التي أدلى بها أعضاء الحكومة، وعدم القبض على أي مسؤول من المتسببين في ردود فعل شديدة لدى الرأي العام، فضلاً عن أن الحكومة وعدت أهالي ضحايا حادث المنجم بأنها ستقدم لهم تعويضات بمبالغ كبيرة، إلا أنها لم تف بأي من وعودها.