إسطنبول ( زمان عربي) – تابع الشعب التركي، بشغف كبير، المنافسة الشديدة بين وكالتي” الأناضول” للأنباء، الواقعة تحت سيطرة الدولة، ووكالة” جيهان” الخاصة للأنباء لتغطية أحداث الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي.
وكانت وكالة أنباء الأناضول سارعت فور فتح صناديق الاقتراع وبدء عمليات الفرز إلى إعلان فوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالانتخابات بنسبة 60% من مجموع الأصوات، في حين قدمت وكالة جيهان أرقامًا صحيحة ودقيقة، دون التحيز لمرشح على حساب الاخر أو التهويل في المنافسة بينهم.
وأجبرت النتائج المستقرة التي أعلنتها وكالةُ جيهان، وكالةَ الأناضول على التراجع خطوة للخلف بعدما أعلنت الأخيرة النتائج المزيفة والتخمينية، التي حصلت عليها من المكتب الانتخابي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وبدأت تخفض نتائجها بشكل مستمر، وعندما تم الانتهاء من فرز جميع الأصوات تأكدت مصداقية وكالة جيهان ونجاحها في رصد النتائج وحيادها.
وقال عبد الحميد بيليجي، مدير عام وكالة جيهان للأنباء، إن الأرقام التي قدموها خلال فرز الأصوات تطابقت مع النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، وذلك بالرغم من آلاف الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها موقع الوكالة على شبكة الإنترنت يوم الانتخابات.
وأكد بيليجي أن النقل الصحيح لنتائج الانتخابات يُعدُّ أكبر مؤشر على الديمقراطية والشفافية والإسهام في تأمين الانتخابات.
وقد سعت وكالة جيهان لنقل نتائج الانتخابات التي شهدتها تركيا على مدار الاثني عشر عامًا الماضية إلى الرأي العام بأسرع الطرق وأكثرها مصداقية، لكنها تعرضت لآلاف الهجمات الإلكترونية خلال آخر استحقاقين انتخابيين أجريا في البلاد( الانتخابات المحلية في مارس /آذار الماضي، والانتخابات الرئاسية يوم الأحد الماضي)، وبالرغم من كل هذا حققت نجاحًا مشهودًا في تغطية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتطابقت النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات تمامًا مع النتائج التي أعلنتها الوكالة.
وكشف مدير الوكالة عبد الحميد بيليجي عمَّا حدث عشية الانتخابات والسر وراء نجاحات الوكالة، مشيرًا إلى أنهم بدأوا الاستعداد للانتخابات قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من انطلاقها، بالضبط كما تفعل الأحزاب السياسية.
وقال بيليجي إن جميع الأجهزة والمواقع الإلكترونية الخاصة بالوكالة توقفت عن العمل على مدار 40 دقيقة ليلة الانتخابات، لافتا إلى أنه لم يستطع حتى الوصول إلى محرك البحث الشهير” جوجل” بواسطة حاسوبه الشخصي.
وتابع الصحفي التركي الشهير قائلا: “إن مَن قام بهذه الهجمات إنما خطط لشلّ حركة البنية التحتية الإلكترونية لوكالتنا في أكثر الأوقات حساسية”، مؤكدًا أن النتائج التي أعلنوها تطابقت تمامًا مع تلك التي أعلنتها الجهات الرسمية، بالرغم من الهجمات الإلكترونية، وأنهم أسهموا في العملية الديمقراطية في تركيا بعدما نقلوا نتائج الانتخابات بشكل سريع وآمن.
وأشار بيليجي إلى أن وكالة الأناضول للأنباء أظهرت الأصوات التي حصل عليها رئيس الوزراء أردوغان بشكل مغلوط، مضيفًا: “أعلنا أن نسبة الأصوات التي حصدها أردوغان تتراوح في حدود 50%، وكان هامش الخطأ في حدود 1 إلى 2%، وهذا أمر طبيعي، أما الوكالة المنافسة” الأناضول” فبدأت بإعلان النتائج بقولها إن أردوغان حصل على 69%، بالرغم من إعلانهم نتائج فرز معظم صناديق الاقتراع، ثم سرعان ما خفضوا النتيجة حتى وصلوا بها إلى المستوى الذي أعلناه.
وأضاف: “وفي نهاية اليوم الانتخابي أثبت بيان اللجنة العليا للانتخابات للرأي العام أننا وكالة تقوم بنقل الحقيقة إلى الشارع دون مغالطات أو تحيز لطرف على حساب الاخر”.