بقلم: راندا إبراهيم السواح
القاهرة (زمان التركية) – كثيرًا ما نسمع هذا المثل الذي أطلقه العرب الذين تميزوا باستخلاص الجمل الفصيحة والعبرات التي يأخذونها من مواقف معينة وتحدث في حياتهم اليومية، حيث كانوا يمتلكون القدرة على الاستشهاد بالقصص والأساطير التي تتشابه مع ما يحدث لهم، ومنها هذا المثل المعروف “اللي تحسبه موسي يطلع فرعون”.
ياله من مثل يعبر عن لسان حال كثير من الشخصيات المعروفة في وقتنا هذا، و أبرزهم “أردوغان “الذي يملك مقومات تمثيلية كبيرة وموهبة في الخطابة التي يتميز بها من خلال خطاباته الرنانة التي يدخل بها عبارات حماسية يستغل بها أوج وحماس وجدان شعوبنا الإسلامية، ويلعب علي أوتارهها الفكرية بكلماته حتي يقوي من تاثيره عليهم، باستغلاله لبعض القضايا الحساسة لدى العالم الإسلامي، حيث إنه نجح في تغييب عقول الكثيرين بخطاباته هذه.. علاوة علي ذلك براعته في اقتباس شخصية الزعيم الطيب المتدين، وذلك من خلال حرصه الدائم بالظهور أمام الكاميرات وهو يبكي في صلاته وقراءته القرآن الكريم بصوت خاشع؛ حيث إنه يدرك جيدا أن ذلك هو أقصر الطرق للوصول إلي قلوب الألآف من البسطاء المسلمين.
ولكن عزيزي القارئ إذا جئت إلى الواقع في تركيا وبحثت بداخلها عن هذه المثالية المصطنعة تجد أن تركيا من أكثر عشر دول بها انتهاكات لحقوق الإنسان، كما جاء في تقرير “الأمم المتحدة ” الذي صدر في مارس/ أذار، واستندت فيه إلى حقائق ملموسة من تعديات على الحريات وسجن الصحفيين وإغلاق ما يزيد عن 170 مؤسسة إعلامية ودار أثناء حالة الطوارئ التي فرضت عقب الانقلاب الفاشل والذي كان بمثابة ضربة قاضية للمعارضة الحقيقية في تركيا واتهام أي رأي معارض لسياسته “بالإرهاب”.
أضف إلى هذا فصل الألآف عن وظائفهم المدنية والعسكرية ومصادرة المؤسسات والممتلكات الخاصة للمواطنين دون أي حق، وتجريد الأللآف من الجنسية التركيه، وإبطال جوازات السفر الخاصة بهم، وتحديد الإقامات وتشريد وتفريق ألآف الأسر عن ذويهم والزج باآلاف الأبراياء، من بينهم شيوخ وأطفال ونساء، منهم حوامل يضعن أبنائهن بين جدران السجن دون أي تهمة حقيقية…
أين تلك الدموع الكاذبة؟ فمن الأولى أن تبكي على هؤلاء الأبرياء المسالمين من أبناء جلدتك الذين يتعرضون للظلم في بلادك. ولكن الحقيقة هي أن هذه الدموع هي فقط وسيلة للعب بوجدان المواطنين السذج مستخدمًا وسائل التغييب العقلي من خلال وسائل الإعلام التي أصبحت تحت السيطرة الكاملة لحزب العدالة والتنمية، والتي تخلوا من المعارضة الحقيقية لسياساته الداخلية والخارجية، والتي تسخر برامجها لإظهاره في صورة البطل العظيم وتشبيهه بالخليفه وبعضهم يشبهونه بالأنبياء!
بالإضافه إلى ملء البرامج بما هو يعمل على تغييب الوعي التركي واللعب بوجدانه كما يريدون.
إلى أين سيصل الحال بتركيا في ظل تلك السياسات الإقصائية التي بدأت تجني ثمارها من خلال التدهور الأقتصادي السريع وهبوط الليرة التركية بطريقة جنونية، بالإضافة إلى السياسات الخارجية التي يلجأ إليها، وأبدى مواقف بعضها عدائية وبعضها متناقضة، فعند سماع خطاباته المؤثره على حال فلسطين وسوريا وغيرها من دولنا المكلومة نجد من الناحية الأخرى أفعالا مغايرة لقوله، كما وضع يده بمن هم السبب في إغراق بلادنا الإسلامية في الفوضى، وآخر شاهد على هذا الاجتماع الأخير بين تركيا وروسا وإيران والذي انتهى بعقد اتفاقات اقتصادية وتعزيز التعاون بينهما، فمن أين تبكي وتنوح على حال السوريين مستغلا بها عاطفة الملايين من المسلمين وفي نفس الوقت تضع يدك بيد قتلتهم!
خلاصة القول: لا تنخدعوا بدموع التماسيح، فصدق المثل “اللي تحسبه موسي يطلع فرعون”.