أنقرة (زمان التركية) – قضت الطفلة التركية “بهار” أول أعياد ميلادها داخل السجن مع أمها بعد أن اعتقلتهما السلطات التركية في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 كغيرها من مئات الأمهات القابعات داخل السجون مع أطفالهن.
ودخلت الطفلة بهار إلى السجن في أحضان أمها وعمرها 3 أشهر، وأكملت الآن 12 شهرًا، لتحتفل بأول أعياد ميلادها خلف القضبان الحديدية حيث يتم منع وحظر ألعاب الأطفال.
وقالت الأم أوزجا أليف في خطابها الذي أرسلته إلى أقاربها في يوم ميلاد “بهار”: “كل عام وأنت بخير يا ابنتي الحبيبة بهار”، وأضافت: “حتى الآن لا تستطيعين التحدث، ولاتستطيعين قول شيء سوى ماما. وفي يوم من الأيام ستسألينني لماذا نحن هنا؟ لا أستطيع أن أقول أنني لا أخاف من ذلك. كيف يمكنني أن أشرح لك كل هذا القدر من القذارة. ولكن أريدك أن تعرفي أن ذمتي نزيهة ورأسي مرفوع. ودعائي الوحيد عليهم هو: اللهم عاملنا برحمتك وعاملهم بعدلك. أنا أحبك جدًا يا طفلتي الجميلة”.
يذكر أن الانقلاب الفاشل في عام 2016 تبعته حملات أمنية شرسة أسفرت عن خضوع 402 ألف شخص لتحقيقات جنائية، واعتقال ما يقارب 80 ألفًا، بينهم 319 صحفيًا، وإغلاق 189 مؤسسة إعلامية، وفصل 172 ألفًا من وظائفهم، ومصادرة 3003 جامعة ومدرسة خاصة ومساكن طلابية.
بالإضافة إلى وفاة نحو 100 شخص في ظروف مشبوهة أو تحت التعذيب أو بسبب المرض جراء ظروف السجون السيئة، وفرار عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد، وفق التقارير الأخيرة التي نشرتها المنظمات الدولية ومنها تقرير منظمة العفو الدولية مطلع شهر مايو/أيار 2018، علمًا أن هذه الأرقام قابلة للتغيير نظرًا لاستمرار العمليات الأمنية بتهمة المشاركة في الانقلاب على الرغم من مرور عامين كاملين على وقوعها.