مشارف عرسال (لبنان) (رويترز) – تقدم الجيش اللبناني اليوم الاثنين في عمليته العسكرية على بلدة حدودية هاجمها مسلحون إسلاميون متشددون مطلع الأسبوع في أسوأ عملية تكشف عن امتداد الأزمة السورية إلى لبنان منذ ان بدأت قبل ثلاث سنوات.
وقصف الجيش مناطق محيطة ببلدة عرسال بالمدفعية لليوم الثالث على التوالي في مسعى لطرد المتشددين الذين وصفهم الجيش بأنهم أفراد في جبهة النصرة والدولة الاسلامية التي احتلت أجزاء واسعة من العراق وسوريا في يونيو حزيران الماضي.
وقال مسؤول أمني لبناني إن الجيش عثر اثناء تقدمه على جثث 50 متشددا.
وقتل 13 جنديا لبنانيا على الأقل في القتال الذي اندلع بعد أن اعتقلت قوات الأمن قياديا من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا يوم السبت.
واحتجز على الأقل 24 من أفراد القوات الأمنية من الشرطة والجيش رهائن أو باتوا في عداد المفقودين.
ووصف الجيش اللبناني التوغل بأنه هجوم مخطط له منذ فترة طويلة نفذه متشددون سنة بينهم أفراد من تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وأجبرت قوات الحكومة السورية المدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني الشيعي المقاتلين المتشددين على الانسحاب من المنطقة الحدودية العام الماضي.
ويقدر عدد مقاتلي حزب الله في المنطقة بنحو ثلاثة آلاف مقاتل.
وتصاعدت أعمدة الدخان من قمم التلال حيث تقع عرسال في حين كانت تسمع زخات نارية متفرقة من المناطق المجاورة بينما كان الجيش يرسل المزيد من التعزيزات إلى البلدة.
وشوهدت 12 ناقلة جند مدرعة تتقدم باتجاه البلدة مع عدد مماثل من الآليات العسكرية الأخرى بينها شاحنات وسيارات همفي.
وكان الجنود المسلحون بالرشاشات والقاذفات الصاروخية يجلسون على المركبات وهي تتحرك على طول الطريق الرئيسي المؤدي لعرسال.
وفي بيان قال الجيش اللبناني إنه سيطر بشكل كامل على مدرسة كان المتشددون قد استولوا عليها خلال التوغل. وذكر أن عددا من الجنود قتلوا أو أصيبوا في المعارك.
وعرسال هي بلدة يغلب على سكانها السنة وتقع على الجانب اللبناني من الحدود بين الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية والمناطق الشيعية اللبنانية المتعاطفة مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
وشهد لبنان أعمال عنف على صلة بالحرب السورية بينها هجمات صاروخية وتفجيرات انتحارية ومعارك نارية ولكن توغل المسلحين المتشددين مطلع الأسبوع كان الأول من نوعه.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين المتواجدين في الأراضي المحيطة بعرسال بأكثر من مئة ألف شخص.
وقال الناشطون السوريون في المنطقة إن معسكرات اللاجئين تضررت إلى درجة كبيرة خلال القتال.
وقال ناشط سوري “الوضع الأمني سيئ للغاية ولا يوجد اي ملجأ آخر للاجئين. السكان يشعرون بالرعب.”
في حين قال طبيب في عرسال يوم أمس الأحد إن 17 مدنيا قتلوا حتى الآن.
وفاقمت الحرب في سوريا من الخلافات بين اللبنانيين الشيعة المتحالفين مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد والسنة الذين دعموا في غالبيتهم الانتفاضة ضده.
وأدت الانقسامات السياسية إلى عدم انتخاب رئيس للبلاد منذ شغور المنصب في مايو أيار الماضي.
وقال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري- وهو أكثر السياسيين السنة نفوذا في لبنان- إنه يجب “تحرير عرسال من خاطفيها من (داعش) وجبهة النصرة.”
وأضاف في تصريحات لصحيفة الحياة “لا مفر أمامها (الجماعات المقاتلة المتشددة) إلا بإخلاء البلدة ولن تقف الدولة ونحن إلى جانبها مكتوفة الأيدي حيال مخططات هذه المجموعات.”
في حين قال حزب الله في بيان يوم أمس الاحد أنه “سيقف صفا واحدا” مع الجيش في مواجهة الخطر الذي يهدد “وحدة وسيادة واستقرار” لبنان.
وتنتشر عناصر حزب الله في المنطقة في محيط عرسال ولكن الحزب لم يوضح ما إذا كان يشارك فعليا في القتال