لا تزال الانتقادات اللاذعة تنهال على هيئة التليفزيون والإذاعة التركية (تي أر تي) بسبب تخصيصها أكبر مساحة على شاشاتها لرئيس الوزراء ومرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم “رجب طيب أردوغان” خلال حملته الانتخابية، وذلك على الرغم من أنها تقوم بأعمالها بفضل عائدات الضرائب التي يدفعها المواطنون جميعاً.
فقد أظهر كلٌ من مرشحي الرئاسة “أكمل الدين إحسان أوغلو”، مرشح المعارضة التوافقي، و”صلاح الدين دميرطاش” ذي الأصول الكردية، المقرب من حزب العمال الكردستاني، ردود أفعال عنيفة إزاء نهج مؤسسة “تي أر تي” الرسمية في التعامل مع الدعايات الانتخابية للمرشحين الثلاثة وابتعادها من العدل والإنصاف وتجنبها تخصيص مساحة للمرشحين على أساس التكافؤ.
واللافت أن نائب رئيس الوزراء “بولنت أرينتش” رد على انتقادات كل من إحسان إوغلو ودميرطاش، بعبارات تحمل في طياتها كثيراً من المعاني تعكس الوضع الحالي للمرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، والعقلية التي تسود فيها، إذ زعم أن إدارة هيئة الإذاعة والتليفزيون تخصِّص مساحات للدعايات الانتخابية للمرشحين الثلاثة على أساس “العدل” وليس على أساس “التساوي” والتكافؤ”!
وشرح ذلك قائلًا: “هل سيستوي رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم مع غيره من المرشحين؟”، مما يميط اللثام عن العقلية التي يتسم بها من يمسكون بزمام الأمور في البلاد.