إسطنبول (زمان عربي) – أكد الداعية الإسلامي التركي الأستاذ فتح الله جولن أن حركة الخدمة، التي تستلهم فكره، لم تفكر يوما في خوض معترك السياسة، وأنها لم تنو ولا تنوي تأسيس حزب سياسي.
ورد العلامة كولن في درسه الأسبوعي، الذي نشره موقع “Herkul.org” على شبكة الإنترنت تحت عنوان: “لم يكن ولن يكون لدينا نية تأسيس حزب سياسي”، على ادعاءات وسائل الإعلام الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية حول نية حركة الخدمة خوض المعترك السياسي من خلال تأسيس حزب سياسي قائلاً: “لم يكن ولن يكون لدينا نية تأسيس حزب سياسي”.
وقال الأستاذ كولن: “لم يكن لدينا، بل لدى أي فرد من أفراد حركة الخدمة مهما كان مستواه، في أي وقت من الأوقات، نية تأسيس حزب سياسي، إذ أكّد الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي قائلاً: “أعوذ بالله من الشيطان والسياسة”.
وفيما يلي مقتطفات من حديث الأستاذ كولن المطول في هذا الشأن:
- من الممكن أن تكون هناك علاقة مع السياسة على الشكل الآتي: تنظرون إلى الكيانات والأحزاب السياسية وتدرسونها، ثم تقرّرون دعم التي وجدتموها ملتزمة بالقيم الإنسانية العالمية، ومؤيدة للديمقراطية، وداعية للتعايش والتعامل السلميين مع العالم المحيط بنا، وساعية لانطلاق تركيا إلى الأمام وإحرازها مكانة بحيث تجعلها عنصر توازن على الصعيد الدولي… إن الشعب ليس معتوهاً أو مجنوناً، فهو بطبيعة الحال سيؤيد الحزب الذي يتصف بالصفات المذكورة.
- هناك موقف وحيد طوال فترة حياتي تكلمت فيه عن السياسة: وهو الاستفتاء العام الذي أجري في 12 سبتمبر/ أيلول من عام 2010 من أجل الدستور.. إذ قلت حينذٍ ما لم أقله طوال 70 عاماً مضت من عمري، مع إراقة ماء وجهي، فدعوت إلى التصويت لصالح هذا الاستفتاء، وذلك من أجل تغيير بعض موادّ الدستور المخالفة للديمقراطية، والقوانينِ المتبقية من عهود الانقلابات العسكرية.
- أما اليوم فنرى أناساً يبدو أنهم مقرّبون منكم يُقْدمون على تأسيس حزب سياسي، ويخرج أناس آخرون ليقولوا: “إن الفلانيين يؤسسون حزباً سياسياً.. فليؤسسوا حتى يدركوا كم نسبة دعمهم ويأخذوا درسهم من الشعب”. غير أنه لم يكن لدينا أية نية لتأسيس حزب سياسي قط، ولن تكون لدينا تلك النية أبدًا.
لم يكن لنا في أي وقت من الأوقات أي حزب سياسي، وليست لنا علاقة لنا بأي حزب، وبإصدار الضجيج والصخب، قد ينزع الإنسان إلى مثل هذه الأمور في ريعان شبابه، ولكن فهل من الممكن أن تميلوا بعد السبعين من عمركم إلى أمرٍ قد تجنّبتموه ودفعتموه بظهر أيديكم رغم مثوله أمامكم؟! وكما هو الحال لدى كل مؤمن عاقل، فإنني لستُ ذلك الإنسان الذي تنطلي عليه مثل هذه الأمور الخادعة.