إسطنبول (زمان عربي) قال رئيس تحرير صحيفة “يني آسيا” التابعة لجماعة النور في تركيا، كاظم جولاتش يوز إن حزب العدالة والتنمة ألحق ضررا بالغا بالجماعات الإسلامية في البلاد، كما أن عامة المتدينين قد تم تخديرهم من قبل الحزب.
وأضاف جولاتش يوز، في حوار أجرته معه صحيفة” بوجون” التركية اليومية، أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحالية استحضرت كل قواها لشنّ حملات ضد الجماعات الإسلامية دون تمييز بينها، مشيرًا إلى أن الأساتذة الكبار في جماعة النور بدأوا يشعرون بأنه تمّ خداعهم من قبل حزب العدالة والتنمية.
وتابع أن حزب العدالة والتنمية استغلّ أيما استغلال قضية “تبسيط معاني مؤلفات الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي المسماة برسائل النور” التي يعترض عليها طلبة الأستاذ بديع الزمان بحجة احتمالية تحريف محتواها، إذ أن حزب العدالة والتنمية قدّم نفسه وكأنه يدافع عن تلك المؤلفات ويعارض عملية التبسيط التي بادر إليها بعض الجماعات المنتمية إلى المدرسة نفسها”.
وواصل أن حزب العدالة والتنمية ادعى أنه أقدم على تأميم رسائل النور ومنع دور النشر الخاصة من طبعها بهدف الحيلولة دون عملية تبسيطها، الأمر الذي رحّب به كبار طلبة الأستاذ بديع الزمان، ولكن على الرغم من هذه المدة الطويلة من الوقت لم يحدث أي تطور في قضية الطباعة الرسمية لرسائل النور، مما يدل على أن حزب العدالة والتنمية اتخذ من هذه القضية أداة لجلب أصوات جماعات النور في الانتخابات فقط.
وشدد جولاتش يوز على أن الأوضاع الراهنة في تركيا ليست نتيجة لحملة الفساد التي كشف عنها في 17 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي وفضح تورّط وزراء ومسوؤلين كبار بالفساد، وإنما هي عبارة عن تنفيذ حرفي للقرارات التي اتخذها مجلس الأمن القومي في عام 2004 بخصوص تصفية حركة الخدمة وجماعة النور.
وأوضح جولاتش يوز أن حكومة حزب العدالة والتنمية تنفّذ القرارات التي اتخذت في ذلك الاجتماع حرفيًّا، فقد عمدت أولاً إلى إغلاق مراكز الدروس التحضيرية التابعة لحركة الخدمة والشركات الخاصة الأخرى، ثم أتبعتها بتضييق الخناق على بنك آسيا، وبعدها تصفية عدد كبير من قادة رجال الأمن والشرطة والقضاة، ثم مالبث الأمر أن تطور إلى إغلاق جميعة كيمسا يوكمو(هل من مغيث) الخيرية، مشددًا على أن تنفيذ قرارات مجلس الأمن القومي بدأ بحركة الخدمة ولا يُعرف بعد متى سيأتي الدور على باقي الجماعات الإسلامية.
ولفت جولاتش يوز إلى أن الأخوة الكبار في جماعة النور بدأوا يشعرون بالخديعة التي تعرّضوا لها على حزب العدالة والتنمية، منوهًا إلى أن هناك أنباء مؤكدة تشير إلى نشوب حالة اسيتاء شديد في أوساط الأخوة الكبار في الجماعة بسبب خداعهم من قبل المسوؤلين، خصوصًا بعد أن شاركوه في العديد من المواقف والتقطوا الصور التذكارية معهم.
وألمح جولاتش يوز إلى أن بعض الأساتذة في جماعة النور يتورّعون عن الإساءة لقادة حزب العدالة والتنمية، تحت مبرر حسن الظن بهم باعتبارهم أناساً محافظين، مؤكدًا أن الأمور الآن بدأت تتّضح والحقائق تتكشف لهم جليًّا، إذ شرعوا في إعادة دراسة وتقييم الأحداث الأخيرة لمعرفة المخططات المستقبلية لحزب العدالة والتنمية.
كما أكد جولاتش يوز أن الحملات المستعرة ضد كل الجماعات الإسلامية في تركيا هي في الحقيقة من عمل الدولة العميقة، ولكنها تستخدم حزب العدالة والتنمية الحاكم كأداة لتنفيذ هذه الخطة.