طهران (زمان التركية)ــ قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، أن بلاده لا تقبل بإنشاء تركيا المنطقة الآمنة شمال سوريا، ووصفه بأنه “احتلال بآخر”، وطرح في الوقت نفسه استعداد طهران لمساعدة أنقرة على استعادة الحد الأدنى من علاقاتها مع دمشق.
وقال وزير الخارجية الإيراني في تصريح لـ (روسيا اليوم): “لقد تحدثنا كثيرا مع أصدقائنا في تركيا بشأن عملياتهم العسكرية في سوريا، وكانت مباحثاتنا ثلاثية وثنائية”.
وأضاف: “موقفنا هو أن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في سوريا وتأمين الحدود مع تركيا وإزالة القلق المشروع لدى أنقرة لحماية أراضيها من الإرهاب، هو أن تنشر دمشق قواتها على الجانب السوري من الحدود”.
وتابع: “لا يمكن استبدال احتلال باحتلال آخر، بل الحل هو تحرير تلك الأراضي وانتشار القوات السورية صاحبة الأرض، ونشر سيادتها. السوريون هم من يمكنهم توفير الأمن في تلك المناطق وإيران وروسيا مستعدتان لمساعدة تركيا وسوريا للتوصل إلى حل”.
وردا على سؤال حول استعداد طهران للتوسط بين دمشق وأنقرة، قال ظريف: “نحن نعتقد أن العلاقة بين أنقرة ودمشق تصب في صالح المنطقة، وفي حال طلب منا الطرفان ذلك، نحن مستعدون للعب دور الوسيط”.
وكان الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أكد منتصف الأسبوع الماضي أن جهاز المخابرات في بلاده يتواصل مع نظيره في سوريا، لكنه اعتبر ذلك “لا يعني اعتراف أنقرة بشرعية الرئيس السوري، بشار الأسد”.
وتأتي تصريحات المسئول التركي تبعا لاعتراف الرئيس التركي، يوم الأحد، بأن بلاده لا تزال تتواصل مع الحكومة السورية لا سيما على مستوى الاستخبارات.
وقال أردوغان: “السياسة الخارجية مع سوريا مستمرة على مستوى منخفض… الزعماء قد لا يتواصلون مع بعضهم، لكن أجهزة المخابرات يمكنها التواصل حسب مصلحتها.. إذا كان لديك عدو فعليك الاحتفاظ بالعلاقات. فربما تحتاجها فيما بعد”.
ومنذ عام 2011 الذي اندلعت فيه الاضطرابات في سوريا اتبع أردوغان سياسة تجاه سوريا ارتكزت على “رحيل الأسد” وذلك بعد تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية.
وعقب رفض مقترح المنطقة الآمنة الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من قبل إيران وروسيا عقب اتخاذه قرار الانسحاب من سوريا، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على أردوغان تفعيل اتفاقية أضنة الموقعة بين تركيا وسوريا في عام 1998 الأمر الذي أثار نقاشات حول ما إن كانت تركيا التي لا تعترف بالأسد ونظامه منذ فترة طويلة ستبدأ لقاءات دبلوماسية مع الجارة السورية أم لا.