إسطنبول (زمان التركية) – بالرغم من أن إسطنبول من المدن القلائل حول العالم المتميزة والفريدة بتاريخها وثقافتها، إلا أن التقارير الدولية تضع المدينة القديمة في قائمة المدن التي تمتلك “بنية تحتية” غير مقاومة للكوارث الطبيعية.
وبحسب الدراسة التي أجرتها مدرسة “Keneedy School” التابعة لجامعة هافرد، بالتعاون مع شركة “Grosvenor”، فإن إسطنبول لم يتم وضعها في قائمة الدول الخمسين المقاومة حول العالم.
وكانت إسطنبول قد شهدت تسارع كبير في أعمال البناء والتحول إلى اللون الرمادي الخرساني، بعد القرار الصادر في ستينيات القرن الماضي بالإعمار والبناء.
المدينة التاريخية شهدت يوم الأربعاء الماضي انهيار مبنى سكني مكون من 8 طوابق في حي كرتال بمدينة إسطنبول مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا على الأقل.
وقبل ستة أشهر في يوليو/ تموز 2018 انهار بناء مكون من أربعة طوابق في منطقة باي أوغلو.
وبحسب مديرية البنية التحتية والبناء الحضري في إسطنبول، فقد تم هدم 1534 بناءً خطرًا في عام 2017، إلا أن هناك الآلاف من الأبنية التي تنتظر دورها في الهدم أو إعادة الترميم.
يذكر أن إسطنبول تحتل مركز متقدم بين أكثر المدن الأوروبية تقدمًا في البناء الرأسي.
هذا وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اعترف بمسئوليته عن أعمال البناء العشوائية في إسطنبول التي حولت المدينة إلى “كتل إسمنتية” وأقر بخيانة المدينة، على حد تعبيره.
ومن جانبها حذفت مدرسة “Keneedy School” التابعة لجامعة هارفارد إسطنبول من قائمة المدن المقاومة للكوارث الطبيعية التي أعدتها، بالتعاون مع شركة “Grosvenor”، بعد أن خضعت لاختبارين قياسيين رئيسيين الأول حول مقاومة الكوارث الطبيعية وسرعة وقابلية عودة الحياة لطبيعتها، والثاني حول البنية التحتية ومتطلباتها.
فكلما زاد التعداد السكاني في مدينة ما، تحول الأمر إلى أزمة ومشكلة، فإن هذا يقلل مقاومة المدينة، وإنما إن تمت السيطرة على السكان المتزايدين تزيد مقاومة المدينة.
وكان المعماري محمد وفيق ألب حذر مع حلول الذكرى السنوية التاسعة عشر للزلزال الذي ضرب تركيا في عام 1999 من أن 10 بالمئة فقط من المباني في إسطنبول تعتبر آمنة وأن 90 في المئة منها لا تتحمل الزلزال والهزات الأرضية المحتملة.
وأكد وفيق ألب أن 10 في المئة فقط من مليون و528 ألف و782 مبنى بمدينة إسطنبول تبدو آمنة في حدوث زلزال، وفقا لبيانات رئاسة البلدية.
ومن أكثر المدن مقاومة، حسب الدراسة التي أجريت في الفترة بين عامي 2014-2015 هي كالجاري وتورنتو وفانكوفر في كندا، بينما انضم إلى أول 10 مدن من بين المدن الأوروبية مدينتا زيوريخ وستوكهولم.
وكشفت الدراسة أن المراكز الأخيرة من القائمة كانت من نصيب العديد من المدن التركية.
بينما جاءت مدن القاهرة وجاكرتا وداكا في المراكز الثلاثة الأخيرة من قائمة المدن 50 حول العالم الأكثر مقاومة للكوارث الطبيعية.