إسطنبول (زمان عربي) بعد أن فر الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش من قصره تحت جنح الليل، إثر مظاهرات واحتجاجات عارمة ضده، وبحلول ظهر اليوم التالي، أصيب آلاف الأوكرانيين الذين توجهوا إلى مقر إقامته، بذهول تجاه مارأوه من حياة البذخ التي كان يعيش فيها في قصره المنيف، الذي يضم حديقة حيوان كاملة، وملعب جولف، وصالة رياضية.
ونقلت عدسات وكالة” جيهان” للأنباء التركية صورا من داخل قصر الرئاسة الأوكرانية الواقع بالعاصمة كييف على مساحة قدرت بنحو 1400 فدان، تعكس حياة الترف والبذخ التي عاشها الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، الذي هرب في ليلة ظلماء إلى الجارة روسيا.
وكان من أبرز اللقطات المثيرة حول القصر، صور لقاعدة حمام مرصعة بالذهب، بالإضافة إلى منتجع علاجي (SPA)، وملعب جولف، وحديقة للنباتات والحيوانات خاصة بالرئيس، كل هذا بجانب سفينة مطعمه الخاص والمزين بالذهب.
عاش حياة مرفهة داخل قصر أشبه بالمدينة الصغيرة، على الرغم من ملايين الفقراء في بلاده
أصيب الشعب الأوكراني بدهشة لاتوصف جراء ما رأوه من مظاهر البذخ والرفاهية التي تنعم بها الرئيس المخلوع يانوكوفيتش قبل هروبه إلى روسيا، وقامت السلطات الأوكرانية فيما بعد بفتح أبواب القصر أمام الشعب الأوكراني وتحويله إلى متحف، ليكون عبرة لأمثال الرئيس الهارب المتورط في قضايا فساد تقدر وفقا للتقارير الأولية بنحو 100 مليار دولار.
وبعد أن أصيب الشعب الأوكراني بحالة الذهول بدأت تتعالى الأصوات منادية بالكشف عن مصدر تلك الأموال التي بني بها هذا القصر؟ مطالبة بالإفصاح عن سبب هذا الكم الهائل من الإسراف، بينما يعاني الملايين من الفقر.
وعلى الرغم من القدر الهائل من أجولة النقود وسبائك الذهب التي استطاع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تهريبها معه إلى روسيا، إلا أن ما وجده الشعب الأوكراني كان كافيا لأن يسبب لهم صدمة من هذا القدر من الرفاهية والإسراف، فقد كان يانوكوفيتش يحصل على عدد من الفيلات والأبنية والمراكز التجارية والأبنية عن طريق المقربين له.
ويشير الخبراء في الشؤون الأكرانية إلى أن الرئيس المخلوع تمكن من تهريب عملات أجنبية وسبائك ذهبية تقدر بنحو 32 مليار دولار، أثناء هربه إلى روسيا، ومنذ أن هرب في 22 فبراير/ شباط الماضي وحتى الآن تمكنت السلطات الأكرانية من الكشف عن ممتلكات له بقيمة مليار ونصف المليار دولار. كما أن يانوكوفيتش لم يكن الهارب الوحيد بل اصطحب معه أبرز الأسماء التي شاركته في الحكم طيلة 12 عاما.
قضايا فساد تقدر بنحو 100 مليار دولار
وبحسب وصف من تمكن من دخول القصر من الأوكرانيين فإن القصر الذي استعمل فيه درابزين مغطى بالذهب يصل طوله إلى 3.5 كيلو متر يشبه مدينة صغيرة، وعلى الرغم من مرور أشهر على هروب يانوكوفيتش إلا أن قضايا الفساد والرشوة التي أخفى مستنداتها بمعرفته مازالت تتكشف الواحدة تلو الأخرى، بالإضافة إلى استمرار عمليات استخراج الوثائق التي تدينه من قاع بحيرة السد المجاورة للقصر.
وكانت النيابة العامة الأوكرانية أعلنت في وقت سابق أن يانوكوفيتش متورط في وقائع فساد تقدر بنحو 100 مليار دولار خلال فترة حكمه بين عامي 2002 و2014، مشيرة إلى أن يانوكوفيتش حرص على تسجيل أسماء ومعلومات عن كل من قدم له رشاوى أو هدايا، وحتى الآن تمكنت السلطات من اكتشاف نحو 25 ألف وثيقة ومستند في هذا الصدد.
وكان يانوكوفيتش قد نقل معه ما وجده مهما ورأى أنه يصب في مصلحته فيما بعد أثناء هروبه من البلاد، وأمر بالتخلص من المستندات المتبقية، سواء بالحرق أو بوضعها في حقائب محكمة الإغلاق وإلقائها في قاع بحيرة السد المجاورة للقصر، وتستمر عمليات استخراج تلك الوثائق من قاع البحيرة، بينما يقوم مجموعة من الصحفيين المتطوعين بنشر ما تم الحصول عليه على موقع YanukovychLeaks.org.
ولاتزال حتى الآن تكلفة النادي الليلي بداخل القصر الذي أنشأته شركة فنلندية، سرا لم يصل إليه أحد، بيد أن التقارير التي تناولت هذا الموضوع كشفت عن أن تكلفة الغرفة الواحدة داخل القصر الذي لا يعلم عدد الحجرات به، تقدر بنحو 229 ألف يورو.
وبحسب بيان الذمة المالية الخاص بيانوكوفيتش فقد كان يسكن في شقة متوسطة كان يستأجرها، إلا أنه بعد وصوله للرئاسة تمكن من شراء عدد من القيلات والمراكز التجارية والأبنية عن طريق عدد من المحيطين به والمقربين منه.
كأنه مدينة سرية…
ويضم القصر الذي يصفه المحللون بأنه مدينة صغيرة، ملهى ليليا خاصا بيانوكوفيتش، والأبنية الإدارية الخاصة بالرئاسة، وممرات سرية تمتد من مكتبه الخاص إلى جراج السيارات ومهبط طائرات الهليكوبتر، وفيلا للرئيس الروسي بوتين، ومباني الضيافة، وصالون استقبال، ومركز إطفاء، ومنتجعا صحيا، حمام سباحة، وبحيرة تمتلئ بمياه 12 بئرا، ونسخا من آثار رومانية قديمة، ومخازن للخمور، واسطبلا للخيول، ومرفق خدمات اجتماعية، وجراجا يسع 70 سيارة كلاسيكية قديمة، وجراجا آخر سعة 42 سيارة حديثة فارهة، وجراجا سعة 12 سيارة لحراس موكب الرئيس، ومحطة بنزين، ومحطة ضخ وتنقية مياه، وعدد من صالات العرض، وحديقة نباتات خاصة، وحديقة حيوان تضم مجموعات نادرة من الكانجرو والطاووس أحضرت خصيصا من أمريكا وأستراليا.
بالإضافة إلى ذلك ملعب الجولف، ومطعم عائم من خشب الشجر الأحمر مرصع من الداخل بالذهب والكريستال، ومركز لرعاية الحيوانات، وديرين أحدهما للرجال والآخر للنساء، ومرفأ لليخوت، وشبكات بث حديثة من نوع 4G، ومهبطين للطائرات الهيليكوبتر،وساحة كرة القدم وملعب تنس، ومجمعات سكنية صممت على أساس توفير كل ما يحتاجه من الخارج.