إسطنبول (زمان عربي) – في إطار تعليقها على ظهورِ بعض المتهمين السابقين في إطار قضية شبكة أرجينيكون الإرهابية على شاشات القنوات الفضائية المؤيدة لحكومة حزب العدالة والتنمية، وسعيِهم لتشويه سمعة رئيس هيئة الأركان العامة التركية نجدت أوزل، أكّدت الكاتبة الصحفية المخضرمة نازلي إيليجيك أن ذلك يدلّ على أن الرئيس رجب طيب أردوغان أصبح صديقاً لأعدائه القدامى من أعضاء شبكة أرجينيكون الإجرامية الموصوفة بـ”الدولة العميقة”.
وأوضحت إيليجيك، الكاتبة في جريدة” بوجون” التركية اليومية، في مقال لها بعنوان: “الأعداء القدامى أصبحوا أصدقاء” أن المقدم مصطفى سونماز المفرج عنه مؤخراً في قضية أرجينيكون بفضل التعديلات القانونية التي أجراها أردوغان قبل تسلّمه منصب الرئاسة، يظهر على شاشات القنوات الموالية لأردوغان ويدلي بتصريحات عواقبها وخيمة حول رئاسة الأركان التركية.
وشدّدت إيليجيك على أن اتهامات ومهاترات “الكيان الموازي” تصبّ في مصلحة كل من أردوغان الذي يواجه اتهامات بالفساد والرشوة وأعضاء منظمة أرجينيكون من أمثال المقدم مصطفى سونماز والمتهمين بإحداث انقلاب عسكري على حكومات أردوغان السابقة في إطار قضية باليوز (المطرقة الثقيلة).
وتابعت إيليجيك: “لو كان قبل سنة، وزعم أحد الجناح العسكري أن هناك “كياناً موازياً داخل الجيش لكان حزب العدالة والتنمية أول من يتصدّى لذلك ويعترض عليه، إلا أن ما نراه اليوم هو أن وسائل الإعلام الموالية لأردوغان تسمح للمقدم مصطفى سونماز بالظهور على شاشاتها ليوجِّه اتهامات خطيرة بحق رئيس هيئة الأركان التركية نجد أوزال تتلخّص في تساهله في مكافحة الكيان الموازي”.
وادعى سونماز خلال مشاركته في أحد البرامج الحوارية على قناة (A haber) التركية التي يشرف عليها أردوغان شخصياً، أن أدلة إدانته في قضية أرجينيكون مزيفة، وأن قضاة التحقيق والمدعين العموم ينتمون للكيان الموازي. وأشار إلى أنه أرسل إلى رئيس هيئة الأركان التركية نجدت أوزال خطابيْن يتضمّنان أسماء المنتمين لحركة الخدمة داخل الجيش – الحركة التي يصفها أردوغان بالكيان الموازي بحسب زعمه – مع المستندات والوثائق، إلا أن أوزال تجاهل تلك الخطابات، بحسب تصريحاته.
وعلى خلفية تلك المزاعم، نشر رئيس الأركان العامة نجدت أوزال بياناً ووجّه انتقادات لاذعة بلهجة عنيفة استهدفت كلاً من القناة المذكورة والمقدم سونماز، ونعت هذه المزاعم بأنها لا تستند إلى معلومات أو وثائق إطلاقاً.
وأوضحت إيليجيك في مقالها “أن مهاترات وادعاءات الكيان الموازي الملصقة بالجميع، لا تصبّ إلا في مصلحة كل من أردوغان الذي يواجه اتهامات بالفساد والرشوة. وأعضاء منظمة أرجينيكون من أمثال المقدم سونماز. فهل يعقل أن الجميع أبرياء وحركة الخدمة هي المدانة الوحيدة في كل شئ!”
واختتمت إيليجيك مقالها بقولها الساخر: “يا أيها الفساد! ما أعظم قدرتك! فقد جعلت الأعداء القدامى أصدقاء، وألصقت بالأبرياء اتهامات من أجل إنقاذهم!”.