أنقرة (زمان التركية)ــ دعا الكاتب والروائي التركي الشهير أحمد ألتان، في أول تصريحات بعد الإفراج عنه، القضاة في تركيا إلى التحلي بالشجاعة وعدم الخوف من الحكم بالعدل، كما دعا المجتمع إلى عدم تبرير خوف القضاة والتعامل معه وكأنه أمر طبيعي.
ويتهم الرئيس التركي رجب أردوغان بتسيس القضاء بشكل واسع واستخدامه في الانتقام من خصمائه السياسيين.
ألتان الذي أفرج عنه في أبريل الماضي قال في تصريحت شجاعة إن “الوضع في تركيا سيء للغاية”.
أحمد ألتان طالب القضاة بعدم تدمير حياة الناس بسبب الخوف، مهما كانت الظروف ورفض أي مبررات لتسيس القضاء، وقال “لكن لا يمكن أن أستسيغ ذريعة من يقولون: إن القضاة لا يستطيعون الحكم بالعدل؛ لأنهم يخافون من النفي!.. إذا تخاف النفي لا تكن قاضيا بسبب خوفك تصدر حكما يدمر حياة الآخرين”.
الكاتب أحمد ألتان، قال “لقد دخلت السجن وخرجت، ومن الممكن أن أدخل مرة أخرى دون خوف، لا يمكن أن أقبل خوف القضاة لأن هذا تصرف مخزٍ جدا، السيد القاضي يدمر حياة الآلاف لأنه يخاف من النفي، ومن ثم يبررون هذا الخوف ويرونه طبيعيا”.
أضاف الروائي التركي “كيف يمكن للقاضي أن يخاف من النفي، لقد سمعت كثيرا حول هذا الموضوع في السجن، يقولون بأن القاضي الفلاني لم ينزل حكما عادلا لأنه خائف من النفي!، هل تعرفون ماذا يعني عدم حكم القاضي بالعدل؟ إنه يعني دخول الأبرياء إلى السجن، أي أن هذا القاضي المسكين يقضي بحكم جائر ويرسل الأبرياء إلى السجن لأن حضرته يخشى النفي! كيف يمكن أن يرى المجتمع هذا الظلم هينا وطبيعيا، كيف يمكن أن يتحدثوا عن هذا وكأنه أمر بسيط”.
وهناك مئات القضاة ومدعي العموم معتقلين ومفصولين من وظائفهم في تركيا، عقب حملة أمنية واسعة أطلقتها السلطات التركية في أعقاب انقلاب 2016.
ألتان طالب بأن يتمتع القضاة بحصانة تمنع نقلهم دون رغبتهم، كما طالب المجتمع بعدم تقديم ذريعة للقضاة الذين يحكمون باهواء السلطة، وقال “يجب على المجتمع أن يقول للقاضي الخائف: ارحل.. اخلع جبتك وارحل، الإنسان الذي يخاف النفي لا يكون قاض ولا يصلح لأمور كثيرة، لا تنظروا إلى الخوف وكأنه أمر طبيعي. يمكنكم أن تخافوا لكن لا تعتبروه طبيعيا وسببا للفخر. جربوا عدم الخوف ولو قليلا، فهناك رجال لا يخافون.. اقتدوا بهم”.
ألتان قائلا “لقد دخلت السجن ثم خرجت ودخلت مرة أخرى ثم خرجت أيضا.. ويمكن أن أدخل السجن مجددا وقد لا أخرج مرة أخرى. لا تخافوا إلى هذا الحد”.
وكانت السلطات في تركيا أفرجت عن الصحفي والكاتب التركي، أحمد ألتان بعد أن قضى في السجن أربع سنوات ونصف، صدر خلالها قرار بالإفراج عنه دام 9 أيام فقط، ثم أعتقل مجددًا.
الإفراج الأخير عن ألتان جاء بعد قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الذي اعتبر اعتقال الكاتب والصحفي التركي يعد انتهاكا لحقوقه.
وفي تطبيق نادر لقرارات المحكمة الأوروبية، ألغت محكمة الاستئناف حكم السجن الصادر على ألتان بتهمة “مساعدة منظمة إرهابية مسلحة”.
وأمرت المحكمة بالإفراج عن ألتان، مع مراعاة المدة التي أمضاها في الحجز، وذكرت أن قرار الغرفة اتخذ على أساس أن التخفيض المنصوص عليه في المادة 220/7 من قانون العقوبات التركي لم يطبق.
المحكمة الأوروبية اعتبرت أن محاكمة ألتان وإدانته تأتي لأسباب سياسية، وقالت إن التصريحات والمقالات التي تشكل أساس اتهامه وإدانته لا يمكن أن تشكل شكوكًا معقولة.
يذكر أن ألتان اعتقل في عام 2016 بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة، وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وبعدها تم تخفيف هذه العقوبة، إلى السجن لمدة 10 سنوات وستة أشهر بتهمة “مساعدة منظمة إرهابية” ليكون بذلك أكبر الصحفيين المعتقلين سنا.
لكن في 4 تشرين ثاني / نوفمبر 2019، أمرت محكمة تركية بالإفراج عن ألتان، بعد مرور يومين فقط من اعتقاله، وبناءً على اعتراض مكتب المدعي العام في اسطنبول على قرار الإفراج، تم القبض على ألتان مرة أخرى في 13 نوفمبر 2019 بقرار من المحكمة الجنائية العليا في اسطنبول.