أنقرة (زمان التركية) – ظهرت تفاصيل جديدة بشأن عملية “أجهزة البيجر المفخخة” التي نفذها جهاز الموساد بحق عناصر حزب الله اللبناني العام الماضي.
وكانت العملية التي نفذها الموساد بحق عناصر حزب الله اللبناني في 17 و18 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي قد أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة نحو 3 آلاف آخرين. وخلال العملية انفجرت أجهزة البيجر المفخخة بعد تلقي حامليها رسالة.
وذكرت شركة “غولد أبوللو” ومقرها تايوان أن أجهزة البيجر المفخخة انتجتها شركة “باك” وهي شركة وهمية ومقرها المجر.
وتشير المعلومات الجديدة إلى تلقي المخابرات التركية معلومات في العشرين من سبتمبر/ أيلول أي بعد يومين من العملية تفيد بإرسال أجهزة استدعاء مشابهة من إسطنبول إلى لبنان. وعلى الفور بدأت المخابرات التركية بفحص المطارات والمعابر البحرية.
أجهزة البيجر المفخخة
وكشفت المراجعات أن المواد محط البلاغ وصلت إلى مطار إسطنبول في السادس عشر من سبتمبر/ أيلول على متن طائرة الشحن TK6141 القادمة من هونغ كونغ من جانب شركةSMT Global Lojistik Limited ومقرها تايوان.
وتبين أن الشحنات التي بلغ وزنها 850 كيلو جرام موزعة في 61 حزمة مقرر إرسالها إلى لبنان في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول على متن الطائرة TK830 التي ستنطلق من إسطنبول في تمام الساعة 06:50 صباحا بتوقيت تركيا.
وتشير معلومات الشحنات المشار إليها بأن الشحنات عبارة عن مفرمة طعام. وبعد فتح الشحنات، تم العثور داخل الصناديق على 26 صندوقا من جهاز النداء Apollo 924 R3 GP موديل 450-470 ميجا هرتز وكابل الشحن المرتبط به، وشواحن الراديو المكتبية 710 BC-144N وكابلات وبطاريات خاصة بالجهاز.
وتبين أن محتوى الشحنة تضمن 144 خلاط يدوي من ماركة Mini Hand Blender وهي منتجات صالحة على بوليصة الشحن و8 مضاعفات شبكة (منافذ) وكابلات خاصة بها و4 أجهزة شبكة وكابلات خاصة بها و3 مسجلات كاميرات وكابلات خاصة بها و1 آلة ضغط كابلات هوائية ودواسة قدم خاصة به.
وتقرر مصادرة تلك المنتجات وإرسالها إلى المختبرات الجنائية لفحصها نظرا لتشابها مع المستلزمات المستخدمة في هجمات لبنان.
وكشفت الفحوصات أن البطارية الصلبة المعدنية المستخدمة لتشغيل جهاز النداء تحتوي على مادة تعتبر متفجرة بيضاء ذات قابلية اشتعال واحتراق عالية تزن 3 جرام.
وتبين أنه مع الإشارة المكثفة لهذه الأجهزة أو الأمر الذي يتلقاه الجهاز قد يحدث انفجار نتيجة لتسخين البطاريات إلى درجة معينة مما يتسبب في الوفاة أو الإصابة.
وعُثر على منظومة تفجير مشابهة داخل 710 شاحن لاسلكي مكتبي من طراز BC -144N وكابلات وبطاريات هذا الجهاز.
على عكس بطاريات الراديو المستخدمة في الظروف العادية، تم رصد وجود كتلة بطارية متصلة بدائرة شحن البطارية تتكون من بطاريتين وتم وضع هذه الكتلة داخل هيكل معدني صلب. وتقرر أن المادة البنة الداكنة، التي تم تصنيفها كمادة متفرجة شديد الاشتعال، وضعت في وقت لاحق في الجسم المعدني السائل.
وتبين أن هذه المادة المتفجرة البنية الداكنة تحيط بالبطاريات ويمكن أن تسبب إصابة أو وفاة بسبب التسخين عن طريق قصر دائرة حزمة البطارية أو إرسال إشارة إلى الجهاز بشكل مكثف مثلما حدث في هجمات لبنان.
وعلى خلفية هذه الفحوصات، تم تفتيش طائرة متجهة من تايوان إلى لبنان لاحتمالية احتوائها على مواد مشابهة. ورُصد في بوليصة الشحن المعدة للمواد في هذه الطائرة وجود آلات تقوم تستقبل الصوت والصورة أو البيانات الأخرى وتترجمها وتعيد تشكيلها.
وكانت الشركة المرسلة هي “Guangzou Maoteng Yu Trading” ومقرها الصين، بينما كانت الشركة الوسيطة هي SMT Global Logistics Limited. وهذه المرة الشركة المشترية هي “أرامكس لبنان ش.م. ل” و “ح. نعمة للتجارة” وهى شركة لبنانية.
تم العثور على مواد مثل أجهزة الراديو المحمولة باليد وكابلات البطارية والشحن وأجهزة راديو السيارة والخلاطات الصغيرة المحمولة باليد على متن هذه الطائرة.
وشكّلت هذه العملية الأجندة الرسمية لزيارة الرئيس اللبناني إلى تركيا ولقائه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال العام الماضي.
وعُلم أن الرئيس اللبناني، نجيب ميقاتي، تقدم بالشكر إلى أردوغان على عملية أجهزة النداء هذه التي تم مصادرتها وتدميرها وكانت في طريقها إلى لبنان.