أنقرة (زمان التركية) – أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن الجهات المسؤولة عن الاشتباكات في السويداء ستخضع للإجراءات القانونية اللازمة، كما أدان الهجمات الإسرائيلية على دمشق.
وفي تصريحاته اليوم، تحدث الشرع عن الاشتباكات بين المجموعات الدرزية والبدوية في السويداء قائلاً: “نحن مصممون على محاسبة كل من ارتكب جرائم ضد شعبنا الدرزي واستغله، لأن هؤلاء الناس تحت حماية الدولة ومسؤوليتها.”
ونقلت “رويترز” عن شهود عيان أن الاشتباكات بين القبائل البدوية والمجموعات الدرزية بدأت في 13 يوليو بعد اختطاف بعض الأفراد في السويداء. بينما أفادت مصادر محلية نقلتها “الأناضول” بأن التوتر تصاعد بعد قيام الطرفين بمصادرة مركبات تابعة للآخر.
وأرسلت القوات المسلحة التابعة لنظام دمشق تعزيزات إلى المنطقة لاحتواء التوتر. وأعلنت وزارة الدفاع السورية في 15 يوليو عن وقف إطلاق النار بين الأطراف، ثم أُعلن لاحقاً عن انسحاب الجيش من المنطقة.
وفي سياق متصل، استغلت إسرائيل الهجمات على الدروز كذريعة لشن هجوم على سوريا في 16 يوليو، استهدف كل من مقر الرئاسة في دمشق ومبنى الأركان العامة. وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة 28 آخرين على الأقل.
بينما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (مقره بريطانيا) أن عدد القتلى تجاوز 350. ونقلت “بي بي سي” عن مصادر أمنية سورية أن العدد يقترب من 300 قتيل.
ويزعم بعض الشهود الذين تحدثت إليهم “وكالة فرانس برس” أن قوات الأمن التابعة لدمشق تحركت مع البدو لاستهداف المدنيين الدروز، وهو ما نفته الحكومة السورية.
وتشير تحليلات “بي بي سي” إلى أن أحداث السويداء تكشف مدى هشاشة البنية السياسية في سوريا، كما تزايدت المخاوف من عودة العنف الطائفي على نطاق واسع في البلاد.
إضافة إلى الاشتباكات الطائفية، يُشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية تشكل “تهديداً خطيراً” لمحاولات دمشق بناء دولة ومجتمع جديدين.
ويخلص تحليل “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن احتمالات التطبيع بين دمشق وتل أبيب قد تراجعت بشكل كبير في ضوء الأحداث الأخيرة.
من جهتها، قالت “كارميت فالنسي” من معهد تل أبيب للدراسات الأمنية:
“هناك عدم ثقة حقيقي على الجانب السوري تجاه نوايا إسرائيل. فهم يعتقدون أن هذه الهجمات تكشف النوايا الحقيقية لإسرائيل، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار”.
ويشير التحليل أيضاً إلى أن الولايات المتحدة غير مرتاحة للهجمات الإسرائيلية على سوريا. حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي “ماركو روبيو” إلى وقف أعمال العنف، بينما ناشد المتحدث باسم الخارجية “تامي بروس” القوات الإسرائيلية والسورية بالانسحاب من المنطقة.