القاهرة– أنقرة- واشنطن (وكالات) – أشارت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المرتقبة إلى السعودية بعد غد” الأحد” عقب إعلان بعض المواقع الإخبارية العربية والصحف المحلية نبأ الزيارة دون تأكيده من الجهات الرسمية حتى الآن.
وبعيدا عن الترجيحات والتسريبات لفتت الشبكة الأمريكية إلى تزامن زيارة الرئيس السيسي للرياض مع زيارة معلنة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان غدا السبت تستمر حتى يوم الاثنين المقبل.
وتساءلت “سي إن إن” عن احتمالية وجود ترتيبات لمصالحة بين القاهرة وأنقرة برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز بهدف ترتيب أوراق المنطقة المختلطة ومحاولات دول إقليمية خلق محاور مستقلة بعيدا عن التحالفات التقليدية، وهو الأمر الذي يضر الأمن القومى العربي، في ظل تمدد تنظيم إرهابي عابر للحدود “داعش”.
وفى ذات السياق وصل إلى القاهرة أمس عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى، بعد يوم واحد من القمة التي عقدها مع نظيره السعودي في الرياض، وهو الأمر الذي حمل عددا ليس بقليل من علامات الاستفهام.
وشهدت الساحتان الدولية والعربية سلسلة من التحركات المفاجئة خلال اليومين الأخيرين، حيث يزور رئيس أردوغان السعودية ويبقى في الرياض حتى الاثنين، ويزور الرئيس السيسى السعودية أيضاً الأحد، وهى زيارة لم تكن فى جدول الرحلات الخارجية للرئيس المصري، وتأتى هذه التحركات بعد أيام قليلة من زيارتين متتاليتين لأمير قطر تميم بن حمد إلى السعودية ثم واشنطن.
وحسب تأكيد محللين ومصادر، فإن هذه التحركات الدولية، تأتى فى إطار مساعٍ لبدء حوار مصالحة بين مصر وجماعة الإخوان المسلمين، برعاية سعودية أمريكية، خاصة وأن القوى العالمية تريد توحيد الجبهات العربية فى الحرب على تنظيم داعش الإرهابى.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D9%84%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B9/” target=”blank” ]للمهتمين بتركيا: لماذا يفقد أردوغان شعبيته ؟[/button]
وكشف عدد من قيادات الإخوان أن هناك مساعى دولية بقيادة السعودية وتركيا ودول أخرى لإقناع مصر بفتح حوار مع الإخوان لمواجهة الإرهاب فى الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة” الوطن” المصرية عن أشرف بلال، القيادى الإخوانى، أن عدداً من الشخصيات المقربة من التنظيم فى السعودية، أكدوا أن هناك مؤشرات إيجابية لحدوث انفراجة فى الأزمة بين الإخوان والنظام، وأن السعودية وتركيا وعدداً من الدول الأوروبية، تسعى حالياً لبدء حوار بين أطراف الأزمة فى مصر، خصوصاً بعد تمدد الحوثيين فى اليمن، وداعش فى سوريا والعراق، مضيفاً أن مصير هذه المساعى الدولية سيتحدد بناءً على موقف مصر.
في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة لصحيفة” المصري اليوم” إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، رغم تزامن الزيارتين.
ويزور «أردوغان» السعودية السبت المقبل، ويستمر حتى الاثنين، فيما يُجري «السيسي» زيارته الأحد المقبل، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد، والأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد، وزير الداخلية.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة «السيسي» للمملكة تعد الأولى بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم، وتهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة، والتي ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصري.
وأضاف «يوسف» أن الزيارة تعد مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن، وضرورة تداركها، تلافيًا لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي، والبحر الأحمر، متابعًا: «السيسي يولي اهتمامًا خاصًا للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على جميع الأصعدة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية، وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي، وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة.
وعقد الرئيس السيسى والعاهل الأردنى، أمس، جلسة مباحثات اقتصرت عليهما فقط، قبل أن يعقدا جلسة مباحثات موسعة، لمناقشة سبل مواجهة الإرهاب، وآخر تطورات الوضع فى ليبيا، بينما عرض الملك عبدالله ما توصل إليه في مباحثاته مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتعد زيارة السيسى إلى الرياض أول زيارة رسمية للسعودية منذ تولى الملك سلمان منصبه، ومن المقرر أن تستغرق الزيارة يوماً واحداً. ورجح المصدر أن يتناول اللقاء العلاقات المصرية القطرية، إضافة إلى ملف الأوضاع فى ليبيا واليمن، وتشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة الإرهاب.
وفي أنقرة قال حسين السحرتى، القائم بأعمال السفارة المصرية بتركيا: “ليست هناك مؤشرات على تغير فى العلاقات الحالية مع تركيا، وليس هناك جديد يدعو للتأكد من إمكانية حدوث لقاء بين الرئيسين المصرى والتركى فى الرياض، ولم تبلغنا الجهات المعنية بأى معلومات فى هذا الخصوص”.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%B7-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D8%B1/” target=”blank” ]تركيا: قصة فضيحة الفساد المتورط فيها أردوغان ورجاله[/button]
وبالتزامن مع هذه التحركات، أعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، فى شهادته أمام مجلس النواب الأمريكى عن تقديره للتعاون الذى يبديه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القضايا الأمنية، مؤكداً أن مصر تقدم مساعدات هائلة فى مكافحة الإرهاب”.
وأضاف كيري: “أتوقع أن تفرج الإدارة الأمريكية قريباً عن مزيد من المساعدات العسكرية لمصر”، وتابع: “الولايات المتحدة بدأت تفهم بصورة أوضح الضغوط التى يعمل فى ظلها الرئيس السيسى، وكذلك القيود والصعوبات التى يعمل فى إطارها النظام القضائى المستقل فى مصر”.
وكان الرئيس السيسى عقد منذ يومين لقاءً مع عدد من قيادات الإخوان المسلمين المنشقين عن الجماعة، أبرزهم الدكتور ثروت الخرباوى، والدكتور كمال الهلباوى، ومختار نوح، غير أن الثلاثة قالوا إن اللقاء لم يتطرق لمناقشة المصالحة مع الإخوان.
وقال المستشار طارق البشرى، المفكر الإسلامى، الذى طرح مبادرة لحل الأزمة بين الإخوان والدولة برعاية السعودية إن المبادرة مجرد اقتراح شخصى منه وليست لها علاقة بالدولة أو الإخوان.
