القاهرة (زمان التركية)ــ اعتمد القادة في القمة العربية الإسلامية في الدوحة بيانا ختاميا يتضمن سلسلة من الإجراءات العقابية ضد إسرائيل، وحثوا الدول الأعضاء على مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وبدء إجراءات قانونية ضدها.
وتُعد هذه الإجراءات، التي تم تقديمها لأول مرة خلال الجلسة الختامية للقمة يوم الاثنين، تعديلاً لمسودة سابقة من البيان، والتي كانت تفتقر إلى العديد من الأحكام الأقوى المضمنة الآن.
ويستهدف القادة العرب الحكومة في تل أبيب بسبب غارتها على الأراضي القطرية في وقت سابق من هذا الشهر وحربها المستمرة على قطاع غزة – وهي الحملة التي وصفتها القمة، والتي اعترفت بها العديد من الهيئات الدولية، بأنها إبادة جماعية.
ودعا البيان الختامي المجتمع الدولي إلى اتخاذ “كل التدابير القانونية والفعالة الممكنة” لوقف ممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
ويشمل ذلك “دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلات إسرائيل من العقاب، ومحاسبتها على انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات، وتعليق توريد أو نقل أو عبور الأسلحة أو الذخائر أو المواد العسكرية أو المواد ذات الاستخدام المزدوج” إلى إسرائيل.
وطالب القرار أيضا “بمراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وبدء الإجراءات القانونية ضدها”، داعيا إلى اتخاذ خطوات منسقة لمحاسبة الحكومة الإسرائيلية في المحافل الدولية.
ويلزم أحد الأحكام الرئيسية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي هي أطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بدعم تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ضد المسؤولين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.
وحثت هذه الدول على “اتخاذ كافة التدابير الممكنة ضمن أطرها القانونية الوطنية” لضمان الامتثال لقرارات المحكمة الجنائية الدولية.
ويتناول البيان أيضًا حكم محكمة العدل الدولية الصادر في يناير/كانون الثاني، وحث الدول الأعضاء على مواصلة “الجهود الدبلوماسية والسياسية والقانونية لضمان امتثال إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، للتدابير المؤقتة الملزمة الصادرة” في قضية الإبادة الجماعية المتعلقة بقطاع غزة.
وعلى الصعيد العالمي، تشجع القمة دول منظمة التعاون الإسلامي على “تقييم ما إذا كانت عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، نظرا لانتهاكاتها الواضحة لشروط العضوية وتجاهلها المستمر لقرارات الأمم المتحدة”.
ويدعو القرار أيضا إلى “بذل جهود منسقة بين الدول الأعضاء للعمل على تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة”.
جامعة الدول العربية: قطر ليست وحدها
وفي ختام القمة، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إن الاستجابة الموحدة من جانب القادة العرب والمسلمين أرسلت رسالة سياسية قوية.
وقال زكي للصحفيين إن “الخطابات التي ألقاها الزعماء ورؤساء الدول أرسلت رسالة واضحة: قطر ليست وحدها”، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية في التاسع من سبتمبر/أيلول في الدوحة والتي استهدفت مسؤولين من حماس.
وأضاف: “إن الهجوم الإسرائيلي على قطر يُعزز صورة القوة المحتلة المارقة. لم يكن مجرد انتهاك للسيادة، بل كان إعلانًا عن انعدام القانون يجب التصدي له”.
ووصف القمة بأنها رد على لحظة استثنائية، وقال: “إن نتائج هذه القمة الطارئة في الدوحة ترتقي إلى مستوى الإلحاح الذي نعيشه حاليا”.
وأشار أيضاً إلى أن لغة البيان “فتحت الباب أمام الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل لمراجعة تلك العلاقات في ضوء الأحداث الأخيرة”.
مجلس التعاون الخليجي يدعو أمريكا للضغط على إسرائيل
وحث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي الولايات المتحدة على القيام بدور أكثر نشاطا في كبح تصرفات إسرائيل.
وقال في ختام القمة العربية الإسلامية: “نتوقع من شركائنا في الولايات المتحدة أن يستخدموا نفوذهم على إسرائيل”.
وجاءت تصريحاته بعد أن أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا منفصلا أدان فيه الضربة الإسرائيلية على الأراضي القطرية في التاسع من سبتمبر/أيلول وأعلن عن خطط لعقد مجلس الدفاع المشترك للكتلة.
وأضاف بيان مجلس التعاون الخليجي أن الاجتماع المقبل سيركز على تفعيل آليات الدفاع المشترك للمجلس وتعزيز قدرات الردع الخليجية في إطار استجابة إقليمية منسقة.