أنقرة (زمان التركية) – أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كراهيته تجاه سلفه جو بايدن بطريقة جديدة، حيث وضع صورة “قلم آلي” بدلاً من بورتريه بايدن في قسم مخصص لصور الرؤساء الأمريكيين السابقين في البيت الأبيض، مما يعكس مرة أخرى مدى التزامه باللياقة السياسية.
افتتح البيت الأبيض اليوم “ممر شرف الرؤساء” خارج المكتب البيضاوي مباشرة، والذي يضم بورتريهات الرؤساء الأمريكيين السابقين، باستثناء الرئيس السابق جو بايدن. في الصور التي شاركها موظفو البيت الأبيض وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت إطارات ذهبية للرؤساء السابقين، لكن لاحظ الجميع غرابة في إحدى الصور: فقد وضع البيت الأبيض آلة توقيع آلي في المكان المخصص لبورتريه بايدن.
لم يكن تشبيه ترامب لبايدن بـ”القلم الآلي” جديدًا، لكن خطوته هذه لم تكن متوقعة. خلال الحملة الانتخابية، كرر ترامب وأنصاره اتهاماتهم بأن بايدن فقد قدراته العقلية، مستخدمين تعبير “القلم الآلي” للإشارة إليه. استخدم ترامب هذا التشبيه لانتقاد قدرات بايدن العقلية، مدعيًا أنه اتخذ قرارات مهمة، مثل قرارات العفو، دون وعي كامل. رد بايدن وفريقه بقوة على هذه الاتهامات.
في بداية سبتمبر، أشار ترامب في مقابلة مع “The Daily Caller” إلى فكرة بورتريه القلم الآلي، مما أثار جدلاً سياسيًا. وقد رفع ترامب هذا التشبيه إلى مستوى جديد بوضع رسم توضيحي لقلم آلي يوقّع الوثائق في مكان بورتريه بايدن في “ممر شرف الرؤساء”.
تم الكشف عن هذا التغيير من خلال فيديو نشرته مارجو مارتن، إحدى مساعدي ترامب، على منصة “إكس”. أظهر الفيديو بورتريهات بإطارات ذهبية لرؤساء سابقين مثل رونالد ريجان وبيل كلينتون، بينما كان المكان المخصص لبايدن يحتوي على رسم لقلم آلي بدلاً من وجهه.
ما هو القلم الآلي؟
القلم الآلي هو أداة مصممة لتعمل كقلم حقيقي، حيث يمكن برمجتها لتوقيع التوقيعات المطلوبة. يتم تثبيت قلم أو أداة كتابة في ذراع الآلة، التي تبدأ بتوقيع التوقيع المبرمج مسبقًا، مما يتيح توقيع مئات أو آلاف الوثائق. يُعرف هذا الجهاز أيضًا باسم “القلم الروبوتي” ويُباع عبر الإنترنت بحوالي 250 دولارًا. يشبه هذا الجهاز طابعة صغيرة بذراع طويلة تتيح إدخال قلم في منتصفها، وللجهاز تاريخ طويل في السياسة الأمريكية، حيث يُزعم أن الرؤساء استخدموه منذ عهد توماس جيفرسون.
اعترف ترامب نفسه باستخدام القلم الآلي، لكنه قال إنه يستخدمه فقط “للوثائق غير المهمة”. وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”، قال ترامب في مارس: “على سبيل المثال، يمكننا استخدامه لإرسال رسالة إلى شاب لأنها لفتة لطيفة. نتلقى آلاف الرسائل، مثل رسائل دعم للشباب أو من أشخاص يشعرون بالإحباط. لكن توقيع قرارات العفو وكل شيء بالقلم الآلي أمر مخجل”.
منذ الحملات الانتخابية، ادعى ترامب أن بايدن وقّع الوثائق خلال فترة رئاسته بقلم آلي وليس بخط يده. في مارس، أشار ترامب إلى قرارات العفو الجماعي التي أصدرها بايدن في أيامه الأخيرة، والتي شملت نجله هانتر و عضوة الكونغرس الجمهورية السابقة ليز تشيني، قائلاً: “بايدن لم يوقّعها بنفسه، بل لم يفهم حتى ما كان يوافق عليه”.
ادعى اليمين الأمريكي منذ فترة طويلة أن بايدن يعاني من ضعف إدراكي شديد يمنعه من أداء مهام الرئاسة، مما اضطره لاستخدام القلم الآلي. لكن لم يُقدم أي دليل على استخدام بايدن لهذا الجهاز. في مارس، شارك ترامب على منصته “تروث سوشيال” رسمًا كاريكاتوريًا يظهر قلمًا آليًا يوقّع بدلاً من بورتريه بايدن، وهو ما أصبح مصدر تسلية بين أنصار حركة “ماغا” (اجعل أمريكا عظيمة مجددًا). وقال بيني جونسون، أحد الشخصيات المؤثرة في حركة “ماغا”: “بورتريه بايدن هو في الواقع قلم آلي. الرئيس لم يكذب”. وشارك الحساب الرسمي للبيت الأبيض على “إكس” الفيديو مع إيموجيات “الضحك حتى البكاء”.