أنقرة (زمان التركية)- شهد قطاع صناعة الأحذية في تركيا موجة صادمة من ارتفاع التكاليف، تهدد مكانته العالمية وتدفع المستثمرين للبحث عن بدائل خارج البلاد.
وفي تصريحات مثيرة للقلق، كشف أحمد أكوش، الرئيس التنفيذي لشركة “توغو” للأحذية، عن أرقام كارثية تعكس تدهور القدرة التنافسية للقطاع.
أكد أكوش أن تكاليف الإنتاج في صناعة الأحذية قفزت بمعدل 10 أضعاف خلال الفترة ما بين عامي 2020 و 2025. ورغم هذا الارتفاع الجنوني في التكاليف، فإن أسعار التجزئة للمنتجات لم تستطع مجاراته، حيث ارتفعت بمقدار 6 أضعاف فقط، مما يشير إلى ضغط هائل على هوامش الربح وزيادة في إغلاق المصانع.
وبحسب أكوش، تحتل تركيا حالياً المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاج الأحذية، بعد الصين وإسبانيا. ولكن هذا المركز بات مهدداً بشدة.
وحذر أكوش من أن البرتغال “على وشك تجاوزنا”، مشيراً إلى أن ارتفاع التكاليف في تركيا هو السبب الرئيسي وراء هذا التراجع.
ولم يعد التحول الإقليمي مقتصراً على قطاع واحد، فقد أوضح أكوش أن الميل نحو مصر يتزايد باستمرار كوجهة إنتاج بديلة، مدفوعاً بتكاليف أقل:
> “كان صانعو المنسوجات يذهبون، والآن تحول إنتاج الأحذية أيضاً إلى مصر. هناك من يصدرون منها”.
ووفقا لأكوش، هذا النزوح يفاقم مشكلة تراجع الإنتاج في تركيا.
ولم تتوقف المشاكل عند التكاليف، بل امتدت إلى جودة المنتج. حيث أشار أكوش إلى نقص في المواد الخام الجلدية وانخفاض في مستوى جودة الجلود المستخدمة. ولحل هذه المشكلة، يتم اللجوء إلى حلول غير مرغوبة، حيث تُستخدم المواد الكيميائية في معظم الأحذية المنتجة في القطاع لمعالجة الجلد.
ختاماً، أكد أكوش أن القطاع “يتراجع تدريجياً” في الوقت الذي تستهدف فيه شركته “توغو” توسيع شبكتها لتصل إلى 40 متجراً بحلول عام 2027، في محاولة للحفاظ على مكانتها في هذا السوق المضطرب.


















