أنقرة (زمان التركية) – أثار ظهور مئات القبور المحفورة حديثاً في مقبرة أسري بمدينة أرضروم شرق تركيا حالة من الذعر والتساؤلات بين المواطنين، خاصة بعد انتشار صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن السبب الحقيقي وراء هذا المشهد ليس كارثة أو حدثاً مأساوياً، بل إجراء روتيني سنوي تقوم به بلدية المدينة لمواجهة قسوة الشتاء القارس.
تقع أرضروم في شرق الأناضول على ارتفاع يزيد عن 1900 متر فوق سطح البحر، وتنخفض فيها درجات الحرارة خلال الشتاء إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر أو أكثر، مما يؤدي إلى تجمد الأرض تماماً لعدة أشهر ويجعل حفر القبور مستحيلاً حتى باستخدام المعدات الثقيلة. ولهذا السبب، تقوم إدارة المقابر التابعة لبلدية أرضروم الكبرى بحفر مئات القبور مسبقاً خلال فصل الخريف قبل حلول موجة البرد الشديد.
أنهت فرق البلدية هذا العام حفر 500 قبر في مقبرة أسري باستخدام الجرافات والمعدات الثقيلة أولاً، ثم قام العمال بتهيئتها يدوياً بالمعاول والمجارف لتصبح جاهزة للاستخدام عند الحاجة.
وأوضح كوكسال تشاليشكان، أحد عمال المقبرة، أنهم يجهزون سنوياً ما بين 500 إلى 600 قبر، مضيفاً: “بسبب قسوة الشتاء تتجمد الأرض، وحتى الآليات الثقيلة لا تستطيع الحفر، لذلك ننجز العمل قبل الشتاء”.
من جانبه، أكد رئيس بلدية أرضروم الكبرى، محمد سكمن، أن الأرض في أشهر يناير وفبراير ومارس تصبح صلبة كالصخر، ويتساقط على المقبرة الواقعة عند سفح جبال بالاندوكن نحو متر من الثلج، مما يجعل الحفر العادي مستحيلاً إلا باستخدام ضواغط الهواء.
وأضاف: “لتفادي هذه المشكلة، نستعد في الخريف ونقوم بحفر القبور مسبقاً بواسطة فرقنا حتى نتمكن من تلبية احتياجات أهالي المدينة في أصعب ظروف الشتاء”.














