بروكسل (زمان عربي) – علق أعضاء حزب الخضر بالبرلمان الأوروبي على واقعة اعتقال الكاتب الصحفي محمد بارانصو الذي كشف مخططات الجنرالات الانقلابيين الذين حاولوا الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا التي كان يقودها آنذاك رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان.
وأعرب سكا كيلار نائب رئيس مجموعة نواب حزب الخضر بالبرلمان الأوروبي، في تصريحات لوكالة جيهان التركية للأنباء، عن “القلق البالغ” بين نواب البرلمان الأوروبي حيال واقعة اعتقال الكاتب الصحفي محمد بارانصو في تركيا.
وأوضح كيلار أنه يتابع الأوضاع في تركيا عن كسب، مشيرا إلى أن صحفياً جديداً تم اعتقاله كذلك استناداً إلى أسباب ومسوغات مشكوك فيها.
وأكد كيلار أن عمليات اعتقال الكثير من الصحفيين في الفترة الأخيرة ألقت بظلالها على حرية الصحافة في تركيا.
ومن المفارقات أن الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولي حكومة العدالة والتنمية ووسائل الإعلام الموالية لهم كانوا يصفون بارانصو بـ”البطل” لإزاحته الستار عن الاستعدادات الجارية في الجيش للإطاحة بالحكومة وتسليمِه الوثائق الرسمية الخاصة بها إلى النيابة العامة وتسبّبِه في اعتقال عشرات الجنرالات من الرتب العالية.
لكن عقب الكشف عن تورط الحكومة في ممارسات الفساد والرشوة الكبرى في عام 2013، تم الإفراج عن الجنرالات المعتقلين في إطار قضيتي باليوز وأرجنيكون الانقلابيتين، بعد نفي وتشتيت عشرات الآلاف من الكوادر الأمنية والقضائية والبيروقراطية، ومن ثم بدأت الحكومة تتفق مع هؤلاء الانقلابيين للدفاع عن نفسها في مواجهة ملف الفساد.
وفي هذا الإطار، نفذ العديد من عمليات الاعتقال طالت قيادات ورجال الأمن المشرفين على تحقيقات الفساد وحلفاءها القدامى من الصحفيين الديمقراطيين، وذلك بالتعاون مع أعدائها القدامى من الانقلابيين. وليس اعتقال بارانصو إلا امتدادا للعمليات التي تنفذها الحكومة منذ عام 2013 في إطار عملية الهندسة الاجتماعية التي تقودها لاختراقِ وغسلِ مخ الرأي العام بغية إقناعه بأن تحقيقات الفساد ليست سوى محاولة انقلاب للإطاحة بحكومة العدالة والتنمية.