موسكو (زمان التركية)ــ بعد مرور أكثر من عام على فراره من سوريا، يعيش الرئيس السابق المخلوع بشار الأسد حياة منعزلة مترفة في موسكو، وتشير التقارير إلى أنه عاد لدراسة طب العيون مع بقائه معزولاً عن الحياة السياسية.
الأسد، الذي تلقى تدريباً في لندن كطبيب عيون قبل توليه السلطة عام 2000، أُطيح به في ديسمبر/كانون الأول 2024 مع تقدم قوات المعارضة نحو دمشق، منهياً بذلك عقوداً من حكم عائلته. فرّ من البلاد ليلاً بمساعدة روسية، بعد 14 عاماً من الحرب الأهلية التي خلّفت أكثر من 600 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح.
بحسب مصادر استشهدت بها صحيفة الغارديان في تقرير نُشر يوم الاثنين، فإن الأسد يعيش الآن في روبليوفكا بالضواحي الغربية لموسكو أو بالقرب منها، وهي مجمع سكني مسور حصري غرب موسكو يحظى بشعبية لدى النخبة السياسية والمالية الروسية.
على الرغم من ثروته والأمن المحيط بمنفاه، يقال إن الزعيم السابق يعيش حياة معزولة إلى حد كبير ويعتبر غير ذي صلة سياسياً في الأوساط الحاكمة في موسكو.
قال صديق للعائلة للصحيفة إن الأسد يدرس اللغة الروسية ويراجع تدريبه الطبي، واصفاً طب العيون بأنه شغفه القديم. وتشير التقارير إلى أن السلطات الروسية منعته من ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي.
أكد سفير روسيا لدى العراق في نوفمبر/تشرين الثاني أن الأسد ممنوع من الظهور علناً، على الرغم من كونه آمناً وتحت الحماية.
أفادت مصادر لصحيفة الغارديان أن الأسد غادر سوريا دون سابق إنذار، سواءً من كبار حلفاء النظام أو أفراد عائلته، الذين اضطر الكثير منهم إلى الفرار مسرعين مع انهيار الحكومة. ويُقال إن شقيقه ماهر الأسد، وهو شخصية عسكرية بارزة، بقي في دمشق حتى اللحظات الأخيرة، يساعد الآخرين على الفرار.
في الأشهر التي تلت فرار العائلة من سوريا، تركز الاهتمام، بحسب التقارير، على صحة زوجة الأسد، أسماء، التي كانت تتلقى العلاج في موسكو من سرطان الدم. ووفقًا لمصادر مطلعة على الوضع، استقرت حالتها بعد خضوعها لعلاج تجريبي.
بينما يبقى الأسد نفسه غائباً إلى حد كبير عن أنظار الشعب الروسي، فقد تأقلم أبناؤه تدريجياً مع الحياة في البلاد. تخرجت ابنته زين في يونيو/حزيران من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية المرموقة، في واحدة من الظهورات العلنية القليلة لأفراد عائلة الأسد منذ سقوط نظامهم. أما ابناه، حافظ وكريم، فقد انسحبا من مواقع التواصل الاجتماعي ويحافظان على هدوئهما.
على الرغم من الآمال السابقة بالانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة، قالت مصادر إن العائلة تقبل الآن أن الانتقال الدائم من روسيا أمر غير مرجح في المستقبل القريب، حتى مع استمرارهم في السفر بين موسكو والخليج.



















