أنقرة (زمان التركية) – ضجت مدينة أنطاكيا بحالة من الجدل الواسع عقب تداول أنباء وصور تظهر عمليات إغلاق لمجمعات سكنية مؤقتة (مدن الحاويات) تقع على الطريق الرئيسي الذي سيسلكه الرئيس رجب طيب أردوغان خلال زيارته المرتقبة لولاية هاتاي المتضررة من زلزال فبراير 2023.
السلطات بدأت بنصب أعمدة حديدية وحواجز أمام مداخل هذه المجمعات لمنع رؤية الواقع المعيشي الصعب لضحايا الزلزال أثناء مرور الموكب الرئاسي في 27 ديسمبر الجاري، وهو ما اعتبره البعض محاولة “لتجميل الواقع” وإخفاء آثار الكارثة التي لا تزال قائمة.
لفتت الأعمدة الحديدية والترتيبات العاجلة أنظار سكان أنطاكيا، خاصة تلك الموضوعة أمام مستوطنات الحاويات التي يقطنها آلاف المشردين من الزلزال منذ شهور طويلة. وفي ظل غياب بيان رسمي يوضح الغرض من هذه الإجراءات، سادت حالة من الاستياء بين المواطنين الذين رأوا فيها “غطاءً مؤقتاً” لتغطية معاناة مستمرة، بدلاً من تقديم حلول جذرية لأزمة السكن التي لم تنتهِ رغم مرور أكثر من ألف يوم على وقوع الزلزال.
من جانبها، شنت النائبة عن حزب الشعب الجمهوري (CHP) في هاتاي، نرمين يلدريم كارا، هجوماً عنيفاً على الحكومة بعد هذه الإجراءات، مؤكدة في تصريحات صحفية أن “الحقيقة لا يمكن إخفاؤها خلف الحواجز”. وتساءلت كارا باستنكار: “هاتاي تبلغ مساحتها أكثر من 5 آلاف كيلومتر مربع، فهل تنوون إغلاق المدينة بأكملها؟”.
وأضافت أن تجميل الشوارع الرئيسية وتعبيد الطرق فقط عند قدوم المسؤولين ليس “خدمة عامة”، بل هو اعتراف بالفشل في معالجة مشاكل المناطق الخلفية والمهملة.
في قلب هذا الجدل، تتعالى أصوات ضحايا الزلزال لوصف واقعهم المرير داخل الحاويات الضيقة. وصفت إحدى الأمهات حياتها بأنها تقتصر على “الخبز والبيض” بعد انقطاع مساعدات المياه والمواد الأساسية، مؤكدة أنهم نجوا من تحت الركام لكنهم “لا يعيشون حقاً”. وتأتي هذه التصريحات لتكشف الفجوة بين الاستعدادات الرسمية لاستقبال الرئيس بحفل تسليم مساكن جديدة، وبين الواقع اليومي لآلاف العائلات التي لا تزال تنتظر أبسط مقومات الحياة الكريمة.



















