الرياض، السعودية (أب) – انتقد زيغمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قبل قليل من اجتماعه اليوم الأحد مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض، الحكم الصادر من محكمة بمعاقبة المدون السعودي رائف بدوي الذي حكم عليه بعشر سنوات في السجن وجلده الف جلدة لاهانته الاسلام على مدونته.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن غابرييل قوله “قسوة هذا الحكم، خاصة العقاب البدني، هو أمر غير متصور بالنسبة لنا، وبالطبع يؤثر على علاقاتنا (مع السعودية).”
واعتقل بدوي عام 2012 بعد ان كتب مقالات تنتقد رجال الدين في السعودية على مدونة انشأها، اغلقت منذ ذلك الحين. وثبتت ادانته بمخالفة قوانين التكنولوجيا في السعودية واهانة شخصيات دينية من خلال مدونته. واضافة الى السجن والجلد فرضت عليه غرامة تبلغ نحو 266,600 دولار.
ويقضي محاميه المدافع البارز عن حقوق الانسان وليد ابو الخير عقوبة بالسجن لمدة 15 عاما لاهانة القضاة، من بين اتهامات اخرى مرتبطة بنشاطه السياسي.
وجلد بدوي 50 جلدة في ساحة عامة في مدينة جدة على ساحل البحر الاحمر في يناير كانون ثان، غير ان السلطات منذ ذلك الحين ارجأت تنفيذ المزيد من عمليات الجلد له بعد الانتقادات واسعة النطاق من جماعات حقوق الانسان وحلفاء المملكة في الغرب بمن فيهم الولايات المتحدة التي دعت السلطات السعودية الى الغاء العقوبة، ووزارة الخارجية السويدية التي استدعت القائم بالاعمال السعودي للاحتجاج على الجلد.
وأدلت السعودية بأول تعليقاتها الرسمية على القضية امس السبت حيث قالت “تبدي المملكة العربية السعودية استغرابها واستهجانها الشديدين لما يثار في بعض وسائل الإعلام حول قضية المواطن رائف محمد بدوي والحكم الصادر بحقه”.
وقال البيان الذي ادلى به مسؤول لم تحدد هويته بوزارة الخارجية وبثته وكالة الانباء السعودية الحكومية (واس) ان المملكة “في الوقت ذاته تؤكد بأنها لا تقبل التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية وترفض التطاول على حقها السيادي أو المساس باستقلال قضائها ونزاهته حيث لا سلطان على القضاة في قضائهم”.
ونظمت جماعة النشطاء “أفاز” احتجاجا امام مطار تيغيل في برلين قبل رحيل غابرييل امس السبت الى العاصمة السعودية الرياض. وسلم المحتجون لغابرييل التماسا ودعوه الى تأمين اطلاق سراح بدوي، وكذلك خطابا من زوجة بدوي، التي تعيش مع اطفالها الثلاثة في كندا.
وقال غابرييل للمحتجين ان الحكومة الالمانية تعمل منذ اسابيع لضمان اطلاق سراح بدوي.
وتدفع جماعات حقوق الانسان بان القضية ضد بدوي هي جزء من حملة واسعة على حرية التعبير والمعارضة في السعودية منذ انتفاضات الربيع العربي في عام 2011. وينظر الى انتقاد رجال الدين على انه خط احمر بسبب نفوذهم في المملكة، وايضا لدورهم الكبير في دعم سياسات الحكومة.
ونقلت وسائل اعلام على صلة بالحكومة عن وزير المالية السعودي ابراهيم العساف قوله ان التجارة بين الدولتين بلغت 12.4 مليار دولار في 2013، كانت قيمة الصادرات السعودية الى المانيا 418 منها مليون دولار.
AP