الجزائر (زمان عربي) – تحتفل الجزائر اليوم الخميس بعيد النصر الذي يؤرّخ للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وحكومة الاحتلال الفرنسي بتاريخ 19 مارس/ آذار 1962 بعد مفاوضات بين الطرفين عرفت باتفاقيات إيفيان.
وكانت إيفيان سبقتها مفاوضات سرية أولية وهي عبارة عن مناورات من طرف فرنسا لمعرفة الثورة و قرارتها ثم جاءت المفاوضات الفعلية بفرنسا، حيث بدأت عام 1960 إذ جرت محادثات في مولان الفرنسية بين الوفد الجزائري ومن بين أعضائه، محمد الصديق بن يحي وأحمد بو منجل وممثلي الحكومة الفرنسية وقد فشل اللقاء بسبب تعنت فرنسا واستكبارها الاستعماري عندما حاولت فرض نظرتها على الجزائريين.
وفي فبراير/ شباط 1961 جرت محادثات في لوسارن بسويسرا بين وفد دبلوماسي جزائري من بين أعضائه الطيب بولحروف ،أحمد بو منجـل من جهة وجورج بومبيدو الذي كان عضو المجلس الدستوري الفرنسي آنذاك، من الجانب الفرنسي ،إلا أنها فشلت بسبب رغبة فرنسا في فصل الصحراء و تجزئة الجزائر عرقيا.
وفي يونيو/ حزيران 1961جرت محادثات بمدينة إيفيان الفرنسية (سميت محادثات إيفيان الأولى) بين كريم بلقاسم ومحمد الصديق بن يحي وأحمد فرنسيس وغيرهم من أعضاء الوفد الجزائري وبين لوي جوكس وزير الدولة لشؤون الجزائر رئيس الوفد الفرنسي، من الجانب الفرنسي. واعترفت خلالها فرنسا بأن السياسة الخارجية من صلاحيات الدولة الجزائرية لكنها بقيت متمسكة بالصحراء في حين أصر الوفد الجزائري على التمسك بالوحدة الترابية للجزائر.
كما جرت في شهري أكتوبر و نوفمبر 1961 عدة محادثات “بال الأولى و بال الثانية بسويسرا “بين الجزائريين لاسيما محمد الصديق بن يحي ورضا ملك وقد اعترضت هذه المحادثات صعوبات عديدة منها قضية الضمانات والمرافق العسكرية وكذلك استغلال الثروات الصحراوية ووقف إطلاق النار وغيرها من الشروط.
وقد حاولت فرنسا المراوغة باتخاذها عدة أساليب لعرقـلة المسار التفاوضي وإفشال الاتفاقيات بين الحكومة المؤقتة والدولة الفرنسية.
وعلى الصعيد الميداني، قابلت هذه العراقيل مظاهرات عديدة اندلعت في الجزائر وفي فرنسا فأنتجت مفاوضات إيفيان الثانية حيث استؤنفت المحادثات من جديد بصفة رسمية يوم 7 مارس 1962 بإيفيان بعد سلسلة من المحادثات واللقاءات وتمخضت عن اتفاقيات إيفيان الاعتراف الفرنسي بسيادة الجزائر ووحدتها الترابية وأن جبهة التحرير الوطني هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الجزائري.