صنعاء 20 مارس آذار (رويترز) – قالت مصادر طبية إن انتحاريين فجروا أنفسهم خلال صلاة الجمعة في مسجدين يرتادهما أنصار الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء مما أدى إلى مقتل 126 شخصا على الأقل وإصابة 260 في أعنف هجوم للمتشددين في البلاد منذ أعوام.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا مسؤوليته عن الهجمات التي فجر فيها أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم مستهدفين المصلين داخل وخارج المسجدين المكتظين.
ووقعت التفجيرات في صنعاء فيما هاجمت طائرات حربية مجهولة القصر الرئاسي في مدينة عدن بجنوب البلاد لليوم الثاني.
وأطلقت مدافع مضادة للطائرات النار على طائرتين أسقطتا قنابل على منطقة تشمل مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقالت مصادر في الرئاسة إنه لم يصب بأذى.
ويشهد اليمن صراعا على السلطة بين المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران في الشمال وبين الرئيس المعترف به من الأمم المتحدة الذي أسس مركزا منافسا للحكم في الجنوب بدعم دول الخليج العربية.
والمسجدان يستخدمهما في الأساس مؤيدون لجماعة الحوثي الشيعية التي سيطرت على معظم شمال اليمن بما في ذلك صنعاء.
وأدى صعود الحوثيين للسلطة في اليمن منذ سبتمبر أيلول الماضي إلى تعميق الانقسامات داخل شبكة التحالفات السياسية والدينية المعقدة باليمن وزادت من عزلة البلاد عن العالم الخارجي.
وقال أحد السكان إنه سمع دوي انفجارين متعاقبين في أحد المسجدين وهو مسجد بدر الذي يقع في حي مزدحم بوسط صنعاء.
وأضاف قائلا لرويترز “كنت ذاهبا لأصلي في المسجد ثم سمعت دوي الانفجار الأول وبعد ثانية واحدة سمعت دوي انفجار آخر.”
وذكر بيان للأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أدان “الهجمات الإرهابية” في اليمن ودعا كل الأطراف إلى “وقف كل الأعمال العدائية على الفور والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس”.
* دعوة للتبرع بالدم
واطلقت المستشفيات التي اكتظت بالقتلى والجرحى في صنعاء نداءات تدعو المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ العدد الكبير من المصابين.
وقال شاهد من رويترز في مسجد بدر إنه احصى 25 جثة ملطخة بالدماء في الشارع وداخل المبنى.
وعرضت قناة المسيرة التلفزيونية المرتبطة بالحوثيين لقطات لشبان يرتدون الزي اليمني التقليدي وهم يحملون جثثا تقطر منها الدماء خارج المسجد.
وقال مصدر أمني لرويترز إن انتحاريا ثالثا حاول أن يفجر نفسه في أحد المساجد الرئيسية في محافظة صعدة وهي معقل للحوثيين لكن القنبلة انفجرت قبل آوانها مما أدى إلى مقتل الانتحاري نفسه.
وتعهد تنظيم الدولة الإسلامية الذي اعلن مسؤوليته عن الهجمات أيضا بشن المزيد من الهجمات ضد الحوثيين.
وقال التنظيم في بيان نشره أنصاره على موقع تويتر “وليعلم الحوثة المشركون أن جنود الدّولة الإسلامية لن يقرّ لهم قرار ولن يهنأ لهم بال حتى يستأصلوا شأفتهم ويردوا عاديتهم ويقطعوا ذراع المشروع الصفوي في اليمن بحول الله وقوته.”
وأضاف البيان “ما هذه العملية إلا غيض من فيض قادم إن شاء الله.”
وتفاقم التوتر منذ هرب هادي إلى عدن في فبراير شباط بعد فراره من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون لمدة شهر.
ويحاول هادي تعزيز قبضته على السلطة في تحد لطموحات الحوثيين السيطرة على البلاد بأكملها.