دعا وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أمس الأربعاء (8 ابريل نيسان) إلى تدخل عاجل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث يُحاصر ألوف المدنيين وسط قتال عنيف.
واستضاف جينتيلوني سامح شكري وزير الخارجية المصري والقادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية لمحادثات استمرت يوما واحدا في روما.
وقال “بالتأكيد هناك وضع مأساوي للغاية في اليرموك. صباح اليوم (الأربعاء) قررت وزارة الخارجية الإيطالية تقديم تبرع طاريء يستهدف بالتحديد الأطفال الفلسطينيين في المخيم. هناك نحو ثلاثة آلاف طفل في اليرموك وقررنا تقديم تمويل طاريء ليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) وأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين).”
وهناك نحو 18 ألف مدني منهم نحو 3500 طفل محاصرون في المخيم الواقع خارج دمشق على مسافة بضعة كيلومترات من قصر الرئيس السوري بشار الأسد.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أغلب أرجاء المخيم الأسبوع الماضي كما تحاصرة قوات الجيش السوري.
وكانت جماعات معارضة أخرى تسيطر على المخيم منذ الأيام الأولى للصراع عام 2011 . كان مخيم اليرموك يضم نصف مليون فلسطيني قبل الحرب لكن فر الكثيرون منهم.
ومع تصاعد حدة القتال في المخيم وحوله تُرك اللاجئون الباقون هناك بلا أمدادات ماء أو غذاء أو دواء مما دفع منظمات الإغاثة لدعوة الأطراف المتحاربة للسماح لها بإجلاء سكانه.
وقال جينتيلوني “يتعين علينا أن نتدخل ويجب أن نتدخل بسرعة. يتعين أن نبذل كل ما في وسعنا لفتح ممرات إنسانية تساعد في الحد من الأضرار في هذا الوضع المأساوي للغاية في اليرموك في الوقت الراهن.”
وقال وزير الخارجية الإيطالي إن محادثاته مع شكري ومساهل ركزت اساسا على الوضع في ليبيا.
فبعد نحو أربع سنوات من الحرب الأهلية التي ساندها حلف شمال الأطلسي والتي أطاحت بحكم معمر القذافي ما زالت ليبيا تشهد اضطرابات وقتالا على عدة جيهات. ويشمل ذلك هجمات يشنها متشددون إسلاميون استغلوا حالة الفوضى في البلاد.
وقال جينتيلوني إن مصر والجزائر اتفقتا على زيادة تبادل معلومات المخابرات.
وقال “قررنا زيادة جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب ونعمل على تبادل أكبر لثروة المعلومات والأنشطة التي تقوم بها حكوماتنا الثلاث.”
وقال شكري إنه رغم أهمية دعم ليبيا في جهودها لتحقيق الاستقرار يتعين أن يتركز الاهتمام على مساعدتها على الدفاع عن نفسها.
وأضاف “من المهم بدرجة كبيرة بالتأكيد أن نتوصل إلى تحقيق الاستقرار وأن تتوقف جميع الأعمال القتالية لكننا نحتاج كذلك لتركيز جهودنا اليوم على مكافحة الإرهاب وعلى مساندة حكومة ليبيا في طبرق في مكافحتها للإرهاب وفي دفاعها عن نفسها في مواجهة التهديد المستمر الذي تشكله الجماعات الإرهابية.”
وقال مساهل إنه يرى كذلك بوادر إيجابية واستعدادا للتوصل إلى حلول من خلال الحوار في ليبيا.
وأضاف “اعتقد أن المؤشرات التي نتلقاها من ليبيا.. باستثناء ما نتلقاه من الجماعات الإرهابية أو الجماعات التي تعرفها الأمم المتحدة بذلك.. تظهر نوايا طيبة. الليبيون لديهم الإرادة للحل الأزمة التي تهدد البلاد عن طريق الحوار والسياسة.”
وتشهد لبيبيا صراعا بين حكومتين متنافستين وطرفين مسلحين تبادلا الهجوم على بلدات تابعة لكل منهما. لكن قدرة المتشددين الإسلاميين على الوصول إلى مناطق مختلفة زادت في خضم الفوضى السمتمرة منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.