الإسماعيلية، مصر (أ ب) – في ظل الكثير من الأبهة والبهرجة، كشفت مصر اليوم الخميس عن توسعة كبرى لقناة السويس وصفها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بأنها إنجاز تاريخي سيعزز الاقتصاد المصري بعد سنوات من الاضطرابات.
وارتدى السيسي بزته العسكرية ونظارته السوداء التي يشتهر بها وطار إلى الموقع على متن مروحية عسكرية وصعد على الفور على متن يخت المحروسة الملكي الذي أبحر إلى الممر الملاحي الجديد من أجل الاحتفال بافتتاحه.
ورافقت المحروسة بوارج تابعة للبحرية بينما حلقت المروحيات والطائرات على ارتفاع منخفض. ووقف السيسي على سطح اليخت الملكي ولوح للمتابعين بينما كانت فرق شعبية تؤدي وصلات راقصة على الشاطئ. وعند نقطة معينة، انضم صبي صغير يرتدي زيا عسكريا ويحمل العلم المصري بألوانه الثلاثة الأحمر والأسود والأبيض والأسود إلى الرئيس على سحط اليخت.
وفي وقت لاحق من اليوم بدل الرئيس زيه ليرتدي بزه رمادية داكنة وأخذ مقعده في منصة الحفل الرئيسية بمدينة الإسماعيلية المطلة على القناة، ذلك الحفل الذي حضره كبار الشخصيات الأجنبية ونظم وسط اجراءات أمنية مشددة في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنها متشددون إسلاميون في شبه جزيرة سيناء وفي العاصمة القاهرة.
وكان من بين الحاضرين في الحفل، الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والملك عبد الله عاهل الأردن وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. كما حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.
وحظي افتتاح الممر الجديد، الذي تكلف 8.5 مليار دولار، بإشادة كبيرة من وسائل الإعلام الموالية للحكومة باعتباره إنجازا تاريخيا في عهد السيسي البالغ من العمر 60 عاما، والذي كان قائدا للجيش عندما أطاح برئيس إسلامي في 2013 وانتخب رئيسا العام الماضي.
ورفرفت الأعلام المصرية في الشوارع في مختلف أرجاء البلاد، إلى جانب لافتات تعلن دعمها للسيسي وتثني على الإنجاز الجديد. كما أعلنت الحكومة اليوم الخميس عطلة رسمية وأغلقت المصارف وغالبية الشركات أبوابها اليوم
.
ويتضمن الممر الملاحي الجديد حفر وتعميق نحو 72 كيلومترا من القناة البالغ طولها 193 كيلومتر، وهو ما يجعلها ممرا ملاحيا موازيا في منتصف القناة التي ستسهل التحرك في اتجاهين. وسيتيح عمق القناة الحالي، 24 مترا (79 قدما)، مرور السفن ذات غاطس يصل إلى 66 قدما.
وكانت التقديرات الأولية تشير إلى أن المشروع سيستغرق ثلاث سنوات، لكن السيسي أمر بالانتهاء منه خلال عام.
وتقول الحكومة إن المشروع، الذي أنجز بتمويل مصري خالص سيضاعف من عائدات القناة إلى 13.2 مليار دولار بحلول عام 2023، وهو ما يعني ضخ العملة الصعبة التي تشكل أهمية لاقتصاد يسعى جاهدا للتعافي من انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وسنوات الاضطرابات التي تلتها.
من جهة أخرى أثار اقتصاديون وشركات نقل بحري تساؤلات حول قيمة المشروع، مؤكدين أن الزيادة في عبور السفن والعائدات التي تأمل الحكومة الحصول عليها تعتمد بشكل أكبر على نمو التجارة العالمية، وهو أمر غير متوقع في الوقت الراهن.
لكن المجرى الملاحي الذي صنعه الإنسان ويربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وافتتح عام 1869 ظل ينظر إليه باعتباره رمزا مصريا. وشبهت وسائل الإعلام الرسمية السيسي بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي اعتبر تأميمه للقناة عام 1956، تحديا للماضي الاستعماري للبلاد.