إسطنبول (زمان عربي) – تعرّضت صحيفة “حرييت” التركية إحدى الصحف التي لم تقع تحت سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية إلى اعتداءات جديدة من قبل مؤيدي الحكومة وأردوغان للمرة الثانية خلال 48 ساعة فقط.
واحتشد عدد من المواطنين ليلة أمس الثلاثاء، للمرة الثانية، أمام مقر صحيفة “حريت” بمنطقة باغجيلار بإسطنبول بحجة أنها حرفت تصريحات أردوغان حيث قاموا بكسر زجاج واجهة المبنى والبوابة الرئيسية بالحجارة والعصا وهم يرفعون صيحات التكبير وسط صمت من قوات الأمن أو القبض على أي من المهاجمين.
وكان أردوغان علّق على الادعاءات الخاصة بزيادة أعمال العنف والإرهاب بسبب تصريحه “امنحونا 400 نائب لتحلّ هذه المشكلة بسلام وأمان”، بقوله إنه “لو فاز أحد الأحزاب بـ400 نائب أو حصل على عدد نواب يمكّنه من وضع دستور جديد لإطلاق تركيا الجديدة لكانت الأوضاع مختلفة عما هي عليه اليوم”.
وتعرض مقر صحيفة حرييت بمنطقة باغجيلار بإسطنبول لاعتداء للمرة الثانية قبل مرور 48 ساعة على الهجوم الأول الذي نظمه مؤيدو أردوغان والحكومة يوم الأحد الماضي. حيث احتشدت مجموعة من المتظاهرين أمام مقر الصحيفة نحو الساعة الثامنة و50 دقيقة مساء وقاموا بإطلاق شعارات وهتافات دينية وتكبيرات، وقاموا أولاً بكسر الحواجز الموجودة في مدخل فناء المبنى واجتازوا السياج الأمني محاولين الدخول إلى مقر الصحيفة. وبعدها قاموا بكسر زجاج واجهة المبنى والبوابة الرئيسية.
من جانبه، قال سدات أرجين رئيس تحرير صحيفة” حرييت” إن عدم صدور إدانات قويّة من جانب الحكومة للاعتداء الأول قد يكون شجّع هؤلاء المعتدين على الهجوم مرة ثانية.
وأفاد أرجين، الذي أظهر للصحفيين والقنوات التليفزيونية البوابة التي حطمها المتظاهرون، بأن هذه الاعتداء الأخير الذي وقع قبل مرور 48 ساعة على الاعتداء الأول هو أمر يبعث على الدهشة والتفكير والتأمل في الواقعة.
وبعد الاعتداء الذي استهدف مقر الصحيفة بإسطنبول، نظم مؤيدو أردوغان والحكومة اعتداءً آخر على مقر مركز دوغان للطبع الموجود به مطبعة المجموعة الإعلامية في العاصمة أنقرة.
من ناحية أخرى، نظمت مجموعة أخرى مؤيدة لحزب العدالة والتنمية أعمالا استفزازية أمام مقر صحيفة “زمان” بمنطقة يني بوسنه بإسطنبول. حيث هاجموا الباب الخارجي للصحيفة بالأحجار والعصي وتفوهوا أيضًا بشتائم بذيئة للغاية، ثم انصرفوا.