ستراسبورغ (الزمان التركية) – رفضت دول الاتحاد الأوروبي بالأغلبية الساحقة من الأصوات مقترح وفد الحكومة التركية حول محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف العام الماضي والذي كان يقدم حركة الخدمة مسؤولة عنها.
فقد رفضت الأغلبية الساحقة من أعضاء كونغرس السلطات المحلية والإقليمية للدول السبع والأربعين الأعضاء في مجلس أوروبا مقترحًا تقدم به الوفد التركي في اللحظة الأخيرة والذي كان يطالب بإدراج نص “منظمة فتح الله غولن.. التي تقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا” ضمن تقرير خاص بأوضاع السلطات المحلية في تركيا.
وفي إطار تعليقه على رفض كونغرس السلطات المحلية والإقليمية الأوروبي في جلسته التي عقدت مساء أمس الأربعاء في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، قال رئيس الوفد التركي مندريس تونيل إن الكنغرس اتخذ قرارات غير قانونية ومعارضة للديمقراطية، على حد زعمه، مدعيًا أن الجميع يعرف وقوف منظمة غولن وراء الانقلاب في تركيا، وفق زعمه.
يذكر أن مجلة “تايمز” البريطانية نشرت في منتصف شباط/فبراير الماضي (2017) تقريرا أعده مركز الاستخابرات في الاتحاد الأوروبي في 24 أغسطس 2016 قال بشكل شبه صريح إن أردوغان هو من دبر هذه المحاولة الانقلابية وصممها على الفشل لكي يتمكن من الحصول على ذريعة تصفية معارضيه، مؤكدا أنه كان ينوي القيام بعملية “تطهير” شاملة ضد قوى معارضة في المؤسسة العسكرية قبل محاولة الانقلاب في يوليو 2016. أما كون فتح الله غولن “العقل المدبر” الذي يقف وراء الانقلاب فوصفه بـ”الاحتمال البعيد”، معللاً بأن هذا الادعاء يتعارض مع تقارير الدولة التركية والمعطيات الأوروبية حول قوة ونفوذ هذه الحركة في المؤسسة العسكرية؛ آخر معاقل العلمانية بصفة خاصة، وأجهزة الأمن بصفة عامة، بعد عمليات التصفية والتطهير التي تستمر منذ نهاية عام 2013، حيث انطلقت تحقيقات الفساد والرشوة التي اعتبرها أردوغان محاولة انقلاب أيضا. ورجح التقرير أن تكون مجموعة عسكرية تضم “معارضين للحزب الحاكم” و”علمانيين” و”انتهازيين” ومن سماهم التقرير بـ”متعاطفين مع غولن” هي من دبرت هذه المحاولة، ذلك تخوفا واستباقا لحملة وشيكة لأردوغان توقعوا أن تستهدفهم، مستبعدا صدور أي أمر من الأستاذ غولن في هذا الصدد. ولفت إلى أن محاولة الانقلاب باتت محفزة لأردوغان لكي ينفذ عملية تطهير سبق أن خطط لها في كل أجهزة الدولة، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية.
تجدر الاشارة إلي ان التقارير الدولية التي اصدرت مؤخرا حول الانقلاب الفاشل الذي شهدنه تركيا في منتصف شهر يوليو الماضي أفشلت مزاعم السلطات التركية حول ضلوع الداعية الاسلامي فتح الله كولن وراء الانقلاب .