إسطنبول (زمان عربي) – في واحدة من المفارقات الغريبة، التي يندر تكرارها، وضعت أيادي رجال الشرطة الذين شاركوا في تنفيذ أوامر ضبط المتهمين في قضية الفساد والرشوة في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في القيود، بعد إجراء الفحص الطبي عليهم على الرغم من عدم تطبيق الإجراء نفسه على المسؤولين ورجال الأعمال الفاسدين الذين ألقي القبض عليهم في ديسمبر الماضي.
فقد خرج عدد من مسؤولي ورجال الأمن، الذين ألقي القبض عليهم في حملة مداهمات ليلية، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وأياديهم مكبلة وموضوعة في ” الكلابشات” بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتوقيع الكشف الطبي عليهم.
هذا المشهد استدعى، لدى الرأي العام التركي، مشهدا آخر مناقضا عندما تم اعتقال رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا ضراب في تحقيقات الفاسد في ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى مدير بنك” الشعب” سليمان أصلان، وأبناء بعض الوزراء المتهمين بالفساد، إذ خرجوا من مركز الفحص الطبي برفقة رجال الأمن دون وضع أيديهم في الكلابشات.
وفي ذلك الوقت، تعرض رجال الأمن لهجوم ضار من جانب وسائل الإعلام بسبب عدم وضعهم القيود في أيدي هؤلاء المتهمين المتورطين في فضيحة الفساد والرشوة، واليوم أثار مشهد تكبيل أيادي رجال الشرطة الذين كانوا يؤدون عملهم خلال فترة تحقيقات الفساد ردود فعل واسعة أيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لفت المواطنون من خلال تعليقاتهم فيها إلى عمق التناقض بين المشهدين، ولخص ردود الفعل هذه تعليق كان الأكثر انتشارا على هذه المواقع، هو: ” الكلابشات توضع في أيدي رجال الشرطة مع أنهم لم يضعوها في يد العميل الإيراني رضا ضراب” .