إسطنبول (زمان عربي) – مر 46 يوما على احتجاز الرهائن الأتراك من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، في عملية اقتحام القنصلية التركية في الموصل، شمال العراق، في ظل انقطاع تام لأخبارهم وصمت من جانب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن قضيتهم.
وبدلا عن أن تقدم الحكومة معلومات عن أوضاع الرهائن الـ 49 ، والذين من بينهم القنصل التركي أوزتورك يلماظ وطفل عمره 9 أشهر، ليطمئن ذووهم على أحوالهم، فرضت الحكومة حظرا على جميع وسائل الإعلام المحلية، ومنعتها من تناول موضوع الرهائن المخطوفين.
وجاءت حملة الاعتقالات التي نفذت ضد رجال الشرطة ليل الاثنين الماضي، من جانب الحكومة للتستر على أعمال الفساد والرشوة التي اتهمت فيها أبناء وزراء بالحكومة ومسؤولين ورجال أعمال مقربين منها وأيضا أبناء رئيس الورزاء رجب طيب أردوغان، ولصرف انتباه المواطنين الأتراك عن الموقف المتخاذل لحكومة أردوغان تجاه المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.
واستهدفت هذه الحملة الأمنية التي طالت أكثر من 100 من رجال الشرطة من المشاركين في تحقيقات الفساد في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كذلك للتغطية على موقف الحكومة من قضية الرهائن الأتراك في الموصل، والتي سبقها تحذير أهالي وأقارب هؤلاء الرهائن من الإدلاء باي تصريح للصحافة، وهو ما يرفضه الأهالي.
أما وزارة الخارجية التركية فتكتفي بالقول: “إننا نبذل كل جهودنا للإفراج عن المحتجزين الذين من بينهم 31 من القوات الخاصة المسؤولة عن حماية القنصلية”، وكأن هذا الكلام يشعرها براحة نفسية، فيما يثير غضب الرأي العام بسبب محاولة التهوين من مسألة الرهائن من قبل المسؤولين في الدولة ووصفهم لـ 49 رهينة على أنهم” محتجزون” فقط .
اللافت أنه على الرغم من التحذيرات، التي وجهت لأقارب الرهائن بعدم الحديث لوسائل الإعلام، خرج أردوغان في تصريح له بعد هذه الحادثة، مؤكداً على أنه تواصل هاتفياً مع موظفي ومسئولي القنصلية التركية في الموصل، وثم من عقدت وزارة الخارجية مؤتمرا صحفيا للإدلاء بآخر المعلومات حول قضية الرهائن، وتم تأييد تصريح أردوغان من خلال المعلومات التي صدرت عن الخارجية، وبعد فترة وجيزة قام تنظيم” داعش” بقطع جميع الاتصالات.
ومع مرور الأيام، تتزايد احتمالات استخدام الرهائن المختطفين كدروع بشرية من قبل تنظيم” داعش”، ونشرت صحيفة” صباح” التركية القريبة من الحكومة، خبرا حول اتصال هاتفي جرى بين أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدن، أكد فيه أردوغان معارضته أي تدخل أمريكي جوي على مدينة الموصل، لما فيه تهديد على حياة الرهائن الأتراك.
وبعد نشر هذا الخبر زادت احتمالات استخدام تنظيم داعش للرهائن الأتراك كدروع بشرية، لدرجة أن بعض المسؤولين بوزارة الخارجية التركية يظنون أن أردوغان عرض حياة الرهائن للخطر، بسبب ما نشرته الصحيفة الموالية للحكومة.
وفي حين تتوجه قوات تنظيم داعش نحو الجنوب العراقي للوصول إلى نقاط الإمدادات العسكرية، يتم استخدام الرهائن الأتراك كدروع بشرية، لمنع الهجوم والقصف الجوي لثاني أكبر مدينة في العراق (الموصل).
ووفقا للمعلومات، فإن الدبلوماسيين والموظفين القنصليين والحراس، تم نقلهم أكثر من مرة إلى نقاط عدة في المدينة، ما صعب الأمور على العمليات الجوية التي تحاول استهداف مسلحي تنظيم داعش.
وبحسب المصادر، طلب تنظيم” داعش” من أنقرة دفع فدية قدرها 500 مليون دولار للإفراج عن الرهائن.