شهدت مدينة إسطنبول في العقد الأخير مشاريع منشآت خرسانية بدأت تهدِّد الموارد المائية للمدينة؛ حيث إن الانخفاض التدريجي لمنسوب المياه خلف السدود التي تؤمن مياه الشرب لإسطنبول يزيد من مخاوف انقطاع المياه في المدينة.
ويعرب باران بوز أوغلو، رئيس غرفة المهندسين البيئيين، عن رأيه، حول هذه الحالة، قائلًا “إن خزانات مياه الشرب في إسطنبول تم إفراغها بسبب الجفاف من جهة، وأن مشاريع إنشاء الجسر الثالث ومطار إسطنبول الثالث والممر المائي في المدينة، تدمر الموارد المائية الحالية من جهة أخرى. وإن مشروع إنشاء مطار إسطنبول الثالث سيؤدي إلى جفاف 70 بركة و8 جداول مائية، ومن العبث أن ننتظر هطول الأمطار بعد اقتطاع وقتل 2.5 مليون شجرة”.
وأشار بوز أوغلو إلى أن مقدار الخرسانة المسكوبة على المساحة الرطبة في المنطقة التي يشيد عليها المطار الثالث في إسطنبول، يعني أن مساحة بحجم مضيق البوسفور غُطت بالخرسانة.
ولفت بوز أوغلو إلى أن الحكومة تعمل على حل مشكلة نقص مياه الخزانات عن طريق مد خطوط أنابيب تضخ المياه من أحواض مياه المناطق المجاورة.
وأضاف بوز أوغلو أن ما تعرفه الحكومة عن مفهوم التنمية هو تحويل كل رقعة خضراء إلى مباني وساحات خرسانية، وتابع: “إن إسطنبول مدينة آخذة في التوسع وهي في حاجة إلى بنية تحتية جيدة تستوعب هذه الكثافة. لذا لا يمكن قبول قصر النظر هذا في القرن الحادي عشر. ويجب إدراج الجفاف في نطاق الكوارث، كما ينبغي زيادة التدابير”.