غزة (رويترز) – قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم السبت إنه لا توجد لديها إشارة واضحة عن مكان وجود جندي إسرائيلي تتهمها إسرائيل بأسره وأضافت أن الجندي ربما يكون قتل خلال كمين.
وذكرت إسرائيل أن اللفتنانت هدار جولدين (23 عاما) الذي فقد أمس الجمعة أسره مسلحون من حماس وأعلنت انتهاء وقف لاطلاق النار في قطاع غزة كان من المقرر أن يستمر لمدة 72 ساعة. وقالت إسرائيل إن حماس انتهكت الهدنة بعد وقت قصير من بدء سريانها.
وصمدت الهدنة لحوالي 90 دقيقة فقط في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة. واستأنفت إسرائيل القصف وقال مسؤولو مستشفى إن 150 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب المئات.
وظهرت أحدث بوادر انهيار وقف اطلاق النار فجر اليوم عندما اعترضت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية صاروخين أطلقهما نشطاء فلسطينيون على منطقة تل أبيب وصاروخا ثالثا على بئر السبع.
واستدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل لجلسة خاصة وهدد حماس وفصائل فلسطينية أخرى بأنها “ستتحمل عواقب تصرفاتها.”
لكن بيانا أصدرته كتائب عز الدين القسام نفى وجود أي اتصال بنشطاء كانوا في جنوب قطاع غزة حيث فقد جولدين.
وأضاف “لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في هذا الكمين ونرجح بأن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني (الإسرائيلي) بما فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك.”
كانت الهدنة التي كان من المقرر أن تستمر لمدة 72 ساعة والتي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون هي المحاولة الأكثر طموحا لانهاء القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وقتل 1592 فلسطينيا على الأقل في قطاع غزة منذ بدء القتال في الثامن من يوليو تموز عندما أطلقت إسرائيل عمليتها لوقف اطلاق الصوارخ باتجاهها من القطاع الساحلي وبدأت قصفا جويا وبحريا. وبدأ الهجوم بالدبابات والقوات البرية الإسرائيلية في القطاع يوم 17 يوليو تموز.
وقتل 63 جنديا إسرائيليا إضافة إلى ثلاثة مدنيين.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي دون شروط وقال إنه سيكون من الصعب التوصل إلى وقف جديد لاطلاق النار بعد أحداث أمس.
وأضاف في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض “أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى وقف اطلاق النار مجددا إذا لم يشعر الإسرائيليون والمجتمع الدولي بالثقة في أن حماس يمكنها الالتزام بوقف لاطلاق النار.”
وقال أوباما إنه على اتصال دائم بنتنياهو بشأن الوضع وإن هناك حاجة لفعل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وفي دفعة لإسرائيل اعتمد الكونجرس الأمريكي 225 مليون دولار كتمويل عاجل لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية وأحيل الإجراء إلى أوباما للتوقيع عليه حتى يصبح قانونا. وأقر مجلس النواب الأمريكي التمويل بموافقة 395 عضوا ورفض ثمانية في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة بعد ساعات من موافقة مجلس الشيوخ عليه بالإجماع.
اتصالات دبلوماسية
قال كيري إنه طلب من قطر -المقربة من حماس- وتركيا المساعدة في اطلاق سراح الجندي.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين “وجهنا لهما دعوة ومناشدة لاستخدام نفوذهما وفعل كل ما يمكنهما فعله لاعادة الجندي.. وإذا لم يحدث هذا فإن خطر استمرار التصعيد وفقدان المزيد من الأرواح كبير للغاية.”
وذكر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للمساعدة لكنه أكد على أن الهدنة يجب أن تكون الأولوية.
وأدان بان ما تردد عن انتهاك حماس لوقف اطلاق النار وطالب بإطلاق سراح الجندي.
وسمحت الهدنة التي بدأت في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) أمس الجمعة للفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم المدمرة التي سويت فيها منازل كثيرة بالأرض.
وكان من المقرر أن تعقب وقف اطلاق النار مفاوضات إسرائيلية فلسطينية في القاهرة سعيا لحل على المدى البعيد.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية المصرية إن المحادثات ما زالت قائمة وستجري غدا الأحد وإن القاهرة “تتوقع أن يوقف الجانبان اطلاق النار قبل انطلاق المفاوضات.”
البحث عن الأنفاق
قال الجيش الإسرائيلي إن نشطاء هاجموا جنودا يبحثون عن أنفاق في جنوب قطاع غزة بعد 90 دقيقة من بدء سريان وقف اطلاق النار.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “خرج ارهابيون من نفق تحت الأرض. وكان من بينهم ارهابي انتحاري فجر نفسه. ووقع تبادل لاطلاق النار.” وقتل جنديان.
وأضاف للصحفيين “توضح الإشارات الأولية أن جنديا خطف من قبل ارهابيين خلال هذه الحادثة.”
وقال مارك ريجيف وهو متحدث باسم نتنياهو إن حماس مسؤولة عن الهجوم.
لكن كتائب عز الدين القسام قالت إنها لن توقف اطلاق النار على قوات إسرائيلية تتوغل في قطاع غزة.
وتابعت في بيانها “من الناحية العملياتية لا يمكننا وقف النار تجاه القوات المتوغلة في القطاع والتي تعمل وتتحرك طوال الوقت حيث إنه يمكن لأي قوة متوغلة الاصطدام مع كمائننا وذلك قطعا سيؤدي إلى حدوث الاشتباك.”
وقالت إسرائيل إنه لم تكن هناك هدنة لتستمر. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان وقف اطلاق النار انتهى قال ليرنر “نعم.. نحن مستمرون في أنشطتنا على الأرض.”
وأشار كيري إلى أن المجتمع الدولي يجب أن “يضاعف جهوده لوقف هجمات الأنفاق والصواريخ من قبل ارهابيي حماس على إسرائيل ومعاناة وخسارة أرواح المدنيين.”
وجعل وقف اطلاق النار القوات البرية الإسرائيلية تظل في أماكن تمركزها بقطاع غزة لكن متحدثة باسم الجيش قالت إن العمليات ستستمر لتدمير الأنفاق