نشرت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، التي تعتبر تركيا عضوًا فيها، تقريرًا عن الأوضاع الحالية في البلاد قبيل عملية الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها في 10 أغسطس/آب الجاري، موضحةً أن رئيس الوزراء ومرشح الرئاسة رجب طيب أردوغان يسخِّر إمكانات الدولة لخدمة حملتة الانتخابية، بالإضافة إلى أن حزبه يقوم بتوزيع الهدايا على الناخبين.
فقد أوضح التقرير أن رئيس الوزراء والمرشح لمنصب الرئاسية أردوغان يقوم بتسخير إمكانات الدولة في حملته الانتخابية، ويقوم بتنظيم فعاليات حملته الانتخابية وبرامج الدعاية الخاصة به من خلال مؤسسات الدولة الرسمية، لافتاً إلى أنه قد تم تزويد المنظمة بمعلومات حول وجود ممثلين عن حزب العدالة والتنمية يطوفون المدن والقرى ويوزِّعون على المواطنين صناديق كبيرة مليئة بالمواد الغذائية.
كما أكدت المنظمة في التقرير نفسه أن عمليات التدخل المباشر للسلطة الحاكمة في عمل وسائل الإعلام والصحافة أفقدت حريتها واستقلاليتها في تداول المعلومات والأخبار.
وقد نشرت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية هذا التقرير على الموقع الإلكتروني الخاص بها باللغتين الإنجليزية والعربية استنادًا إلى المقابلات وعمليات المراقبة التي قامت بها الهيئة الدولية المكلفة بمراقبة الأوضاع قبيل بدء السباق الانتخابي.
ولم تكتفِ المنظمة في تقريرها المكون من 11 صحفة التي نشرته على موقعها الإلكتروني (www.osce.org/odihr/elections/turkey/122141) بانتقاد رئيس الوزراء أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية، بل وجهت انتقاداتها أيضًا للجنة العليا للانتخابات الرئاسية التركية، مبينة أن تأجيل موعد بدء حملات الدعاية الانتخابية من 11 يوليو/ تموز إلى 31 من الشهر نفسه أدي إلى تقليل فترة تنفيذ المحظورات والضمانات التي تهدف إلى “تأسيس أرضية للتنافس المتكافئ”.
كما وجهت المنظمة من خلال التقرير انتقادًا لعدم الشفافية في اجتماعات وقرارات اللجنة، مشيرةً إلى أنه على الرغم من التوصيات التي قدمتها المنظمة من قبلُ حول أهمية شفافية اجتماعات وقرارات اللجنة، إلا أنها لا تنشر كل اجتماعاتها وقراراتها المتعلقة بالعملية الانتخابية على الموقع الخاص بها على الإنترنت أو بأي صورة أخرى لعرضها على الرأي العام التركي.
وأضاف التقرير أن بعض الشخصيات المهتمة بالأمر، التي التقى بها وفد المنظمة، أكدت أن تدخل أصحاب وسائل الإعلام والجهات السياسية الفاعلة سوف يؤدى إلى فقد الإعلام لحريته ومصداقيته واستقلاله، وسوف يحدّ من نبرة الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء وحكومته.
يُذكر أن الوفد الذي يعمل بمبنى المنظمة التي تتخذ من مدينة فيينا الإيطالية مركزًا لها، سوف يشارك في عملية مراقبة العملية الانتخابية من خلال مراقبة عمليات التصويت وفرز الأصوات وإعلان النتائج على الرأي العام