اعتقلت سلطات الأمن التركية، أمس الجمعة، محمد بارانصو، من أحد أشهر الكتات الصحفيين الذين تخلّوا عن دعم رجب طيب أردوغان لنهجه الجديد في حكم البلاد، بعدما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، قائمة تطوي أسماء الصحفيين المعارضين، المقرر اعتقالهم خلال الفترة القادمة ضمن حملة اعتقالات جديدة تجهز لها السلطات.
وأعلن الصحفي محمد بارانصو على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن قوات الأمن التركية قامت بالقبض عليه وتعرض لضرب مبرح من جانبهم.
وكان بارانصو قد كتب على حسابه؛ “تم اعتقالي. وقام رجال الشرطة بضربي. وأنا الآن في قصر “تشاغلايان” العدلي. جرحوا ذراعي. يحاولون الترهيب والتخويف، واعتقالي غير قانوني. انهال عليّ أربعة من رجال الشرطة بالضرب أمام تشاغلايان”.
هذا ونقل فريق الشرطة بارانصو إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية، وأعيد بعدها إلى المحكمة.
وكانت وسائل الإعلام التي يسطير عليها ويوجِّهها أردوغان ردَّدت طيلة أشهر، أن بارانصو كان على رأس قائمة تطوي أسماء الصحفيين المعارضين للحكومة، المقرر اعتقالهم خلال الفترة القادمة التي ستطال العديد من الصحفيين المعارضين.
وكانت السلطات قد شنَّت عملية في الـ22 من تموز المنصرم في أثناء السحور من ليالي رمضان المبارك ضد 115 قائد ورجل أمن، أسفرت عن اعتقال 31 شخصاً، وإخلاء سبيل البقية، ثم تلا ذلك بعد نحو أسبوع حملة مشابهة للأولى في صفوف الأمن، أفضت إلى اعتقال 9 أمنيين، ولا تزال عملية أخذ إفادات بعضهم مستمرة، ثم أعقب ذلك أمس الجمعة بدء عملية اعتقال الصحفيين.
وكان تبيَّن أن مستند محاكم الصلح الجزائية في عمليات اعتقال رجال الشرطة المتهمين بالتنصت غير الشرعي يحمل توقيع المفتش “سليم قوتقان” المعروف بقربه من “دوغو برينتشاك”، زعيم حزب العمال اليساري المتطرف في تركيا، وأحد القياديين في شبكة أرجنيكون الإجرامية. وكان المفتش قوتقان نُقل من منصبه كمدير لوحدة قوات التدخل السريع التابعة لمديرية أمن إسطنبول بعد تسريبه معلومات عن عملياتٍ ستُجرى ضد حزب العمال اليساري لأحد أقربائه الذي يعمل بجريدة “آيدنليك” اليسارية المتطرفة العائدة لبرينتشاك المذكور.